عرضت وسائل إعلام كورية جنوبية لقطات صادمة لاحتجاز مهاجر مغربي في مركز احتجاز للاجئين بالبلاد، ما أثار ردود أفعال غاضبة من منظمات حقوقية، ومطالب بمحاسبة المسؤولين عن تعذيب المهاجر.
يعود احتجاز المهاجر المغربي الذي رمزت وسائل إعلام كورية له بالحرف (A) إلى يونيو/حزيران الماضي، لكن لقطات مسربة من داخل مركز الاحتجاز انتشرت يوم الثلاثاء 28 سبتمبر/أيلول الفائت.
يقع مركز الاحتجاز في مقاطعة كيونغ جي، غربي كوريا الجنوبية، ويُسمّى بـ"هواسونغ"، وتُظهر اللقطات المهاجر وهو مكبل اليدين والقدمين، وملقى في زنزانة ضيقة وبجانبه مرحاض.
كذلك غطَّت سلطات مركز الاحتجاز رأس المهاجر المغربي بخوذة كبيرة، وكان يعاني من صعوبة بالغة في الحركة داخل الزنزانة، خصوصاً عندما يريد استخدام المرحاض، وبدا أنه يقضي وقته بوضعية الاستلقاء على المعدة بسبب صعوبة الحركة.
مؤسسة "غونغام" الحقوقية، قالت إن المهاجر وصل إلى كوريا في العام 2017، ومكث في البلاد وتقدّم للحصول على وضع لاجئ، لكن فاتته إجراءات الإقامة، فصدر بحقه قرار ترحيل في مارس/آذار 2021.
وقالت وسائل إعلام كورية إنه تعرّض لمعاملة قاسية، ونقلت عن المهاجر قوله: "عذَّبوني وقيَّدوني مثل الوحش"، مشيراً إلى أنه لم يكن يستطيع التنفس بشكل جيد عندما ضغط أحد عناصر مركز الاحتجاز على صدره.
أشار موقع "imbc" الكوري إلى أن المهاجر المغربي تقدم بشكوى ضد مركز الاحتجاز إلى لجنة حقوق الإنسان، واتهمه بممارسة التعذيب.
من جانبها، علّقت وزارة العدل الكورية الجنوبية على الاتهامات، ونفت رواية المنظمات الحقوقية عن تعذيب وإساءة معاملة المُهاجر المغربي.
كيل كلنغ ماك، مدير مركز الاحتجاز قال إن تقييد يدي وقدمي المهاجر "كان أقل الإجراءات اللازمة، كان ذلك كله من أجل سلامة جسده وحياته"، بحسب ما ذكرته هيئة "الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).
ما إن انتشرت اللقطات الصادمة حتى أعربت منظمات حقوقية عن غضبها، وانتشرت صور أظهرت عدداً من الأشخاص يحتجون عند اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية، وقالوا إن المهاجر طلب نقله إلى مستشفى لتلقي العلاج، وإن طلبه قوبل بالرفض، ما دفعه إلى الاحتجاج، وهو ما قاده إلى الزنزانة الانفرادية.
من جهته، نقل موقع "هيسبريس" المغربي عن مصدر دبلوماسي -لم يذكر اسمه- قوله إن سفارة المغرب في سيول تحركت بعدما علمت بأمر احتجاز المهاجر، وأضاف أن "القنوات الدبلوماسية المغربية تتدخل في مثل هذه الحالات، ليلقى المعني بالأمر العناية اللازمة كأي مواطن مغربي وُجد في ظروف مشابهة".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي أُثيرت ردود فعل غاضبة بعد انتشار مشاهد تعذيب المهاجر المغربي.