تحت اسم "فاتحو خيبر"، أطلق الجيش الإيراني، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مناورات عسكرية على الحدود مع أذربيجان شمال غربي البلاد، وسط توتر في العلاقات بين الجانبين على خلفية تلك الخطوة.
كان قائد القوات البرية الإيرانية كيومرث حيدري، قد أعلن، الخميس، عن اعتزامهم إجراء تلك المناورات، بحسب التلفزيون الإيراني.
حيث أفاد حيدري أن مناورات "فاتحو خيبر" ستنطلق في منطقة شمال غربي البلاد بمشاركة وحدات مدرعة ومدفعية وطائرات مسيرة ووحدات الحرب الإلكترونية وبدعم ناري من مروحيات الجيش.
"تعزيز الجهوزية القتالية"
حيدري أشار إلى أن المناورات تهدف إلى تعزيز الجهوزية القتالية للوحدات العسكرية في هذه المنطقة، لافتاً إلى أنه سيتم اختبار اثنين من مضادات الدروع وبعض الأسلحة الأخرى التي انتجتها بلاده، في المناورات.
في حين ذكر حيدري: "إيران حساسة تجاه تغير الحدود الرسمية لدول هذه المنطقة وترى ذلك غير مقبول. يجب حماية الحدود القانونية. ضعف دولة في حماية حدودها لا يبرر قيام دولة أخرى بتغيير حدودها بدعم من الأجانب. إيران لن تسمح بمثل هذا الشيء".
بينما لم يوضح قائد القوات البرية الإيرانية تاريخ انتهاء المناورات.
في غضون ذلك، تداول إعلام إيراني محلي مشاهد تظهر تموضع مئات المدرعات وآلاف الجنود في منطقة المناورات.
فيما أطلقت وحدة المدفعية الإيرانية، خلال المناورات، النار على مواقع وأهداف محددة مسبقاً، ونفذت الوحدات المدرعة عملية القوة الضاربة المدرعة.
إحياء ذكرى معركة "قره باغ"
إجراء هذه المناورات يأتي في أعقاب تصريحات للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف انتقد فيها إجراء إيران مناورات عسكرية على حدود بلاده، بالتزامن مع إحياء ذكرى معركة "قره باغ" الثانية، وهو الأمر الذي اعتبره "حدثاً مفاجئاً جداً".
إذ قال علييف، الإثنين الماضي: "يمكن لكل دولة إجراء مناورات عسكرية على أراضيها، فهو حق سيادي لها، لكن بالنظر من حيث التوقيت، نرى أنه ليس وقتاً عادياً، لماذا الآن وعلى حدودنا بالذات؟".
من جانبه، انتقد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، تصريحات علييف، مؤكداً أنها "مثيرة للتعجب ومؤسفة"، مؤكداً أن طهران "لا تتساهل مع تحرك أو نشاطات الكيان الصهيوني ضد أمنها القومي، وستقوم بأي خطوة ضرورة في هذا الشأن"، وذلك في إشارة للتعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل.
"قرار سيادي"
كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في بيان، الثلاثاء، إن تصريحات علييف، مثيرة للدهشة، خاصة أنها جاءت في وقت تسود فيه علاقات طيبة ومحترمة بين البلدين، مشدّداً على أن "إجراء مناورات عسكرية هو قرار سيادي، ولن تتسامح مع وجود الكيان الصهيوني على حدودنا".
يشار إلى أنه في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.
بعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.
جدير بالذكر أن إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان تتشاركان حدوداً تمتد على 700 كيلومتر تقريباً.