أعلن الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنهم لم يتمكنوا من الحصول على أي تصاريح تسمح لهم بدخول منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية) في الصين؛ للتحقق من التقارير التي تؤكد تعرض مسلمي الإيغور لاضطهاد وانتهاكات مختلفة.
جاء ذلك رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي عقده كولفيل في مكتب الأمم المتحدة بجنيف السويسرية.
حيث نفى كولفيل وجود أي آلية للوقوف على أوضاع المسلمين الإيغور، سواء باتفاق مع الحكومة الصينية أو غيرها، وذلك على ضوء ورود أنباء بوقوع انتهاكات تستهدف هوية وثقافة المسلمين الإيغور في إقليم سينجان (تركستان الشرقية).
إلا أن كولفيل أشار إلى أن مفوضية حقوق الإنسان في جنيف ستنشر قريباً تقييماً أعدته عن الإيغور في الصين، دون مزيد من التفاصيل عن فحوى هذا التقييم أو موعده بشكل محدد.
"مفاوضات جادة"
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن، الأحد 28 مارس/آذار 2021، أن الأمم المتحدة تجري "مفاوضات جادة" مع الصين من أجل الوقوف على حقيقة أوضاع المسلمين الإيغور، ودخول إقليم سينجان دون قيود.
حينها قال غوتيريش، في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة الكندية (سي.بي.سي)، إن زيارة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، "يجري التفاوض بشأنها في الوقت الحالي بين مكتب المفوضة السامية والسلطات الصينية"، معرباً عن أمله في أن يتوصلوا إلى اتفاق قريباً، وأن تتمكن مفوضة حقوق الإنسان من زيارة الصين دون قيود.
في حين طالبت أكثر من 40 دولة، السلطات الصينية بالسماح لـ"باشيليت" بالوصول فوراً إلى إقليم شينجيانغ، ونددت كندا في الأمم المتحدة باسم أربعين دولة بوضع حقوق الإنسان في هذه المنطقة الصينية.
كانت باشيليت قد صرّحت، خلال فبراير/شباط الماضي، بأن التقارير عن الاحتجاز التعسفي، وإساءة المعاملة، والعنف الجنسي، والعمل القسري في إقليم شينجيانغ تتطلب تقييماً شاملاً ومستقلاً، معلنة بدء محادثات حول تنظيم زيارة إلى الصين، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
من جهتهم، عبّر ناشطون سابقاً عن شكوكهم من أن تؤتي زيارة الأمم المتحدة إلى الصين ثمارها أو أن تكون بلا قيود.
تظاهرة في إسطنبول
في غضون ذلك، شهدت مدينة إسطنبول التركية، الجمعة، مظاهرة احتجاجاً على انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم "تركستان الشرقية".
فيما نظّم التظاهرة، الاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية في تركستان الشرقية، تحت شعار "أنقذوا الإيغور".
المتظاهرون رفعوا لافتات كُتبت عليها "الإيغور لديهم حق الحياة" و"الحرية لتركستان الشرقية" و"أغلقوا معسكرات الاعتقال"، مطالبين حكومة الصين باحترام حقوق الإنسان وإغلاق معسكرات الاعتقال والسماح بلم شمل مسلمي تركستان الشرقية.
اعتقال مليون مسلم من الإيغور
يُذكر أن الصين تسيطر على إقليم تركستان الشرقية منذ العام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور المسلمة، وتطلق عليه بكين اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
فيما أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، في أغسطس/آب 2018، بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، بينما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، خلال شهر مارس/آذار 2020، والذي ذكرت فيه أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسُّخرة.
غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".