قال موقع Al-Monitor الأمريكي، في تقرير نشره الأربعاء 29 سبتمبر/أيلول 2021، إن الجنرال الأمريكي المشرف على قيادة القوات المسلحة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط أبلغ نواب الكونغرس الأمريكي أنه تجاهل عرضاً مباشراً قدمته حركة طالبان بالسماح للقوات الأمريكية بالسيطرة على العاصمة الأفغانية مع تحوّل عمليات الإجلاء الدولية من كابول إلى حالة من الفوضى في أغسطس/آب 2021.
حسبما ورد، فقد عرض المسؤول البارز في طالبان وقتها الملا عبد الغني برادر، الخيار على قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث فرانك ماكينزي، خلال اجتماع رُتِّب لانعقاده على عجل بالدوحة في 15 أغسطس/آب 2021.
عرض طالبان
في معرض تفسيره لردِّه العرض، قال ماكينزي لأعضاء لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء 29 سبتمبر/أيلول 2021 : "لم يكن هذا سبب وجودي هناك، ولا كان جزءاً من التعليمات الصادرة لي، كما أنه لم تكن لدينا الموارد الكافية للاضطلاع بهذه المهمة".
كذلك فقد أقرَّ قائد القيادة المركزية الأمريكية بأنه وصل إلى العاصمة القطرية بخطةٍ للتنسيق مع برادر بشأن إبقاء قوات طالبان على بعد 30 كيلومتراً خارج كابول، لكنه نفى التقارير الإخبارية التي أفادت بأنه هدَّد باستهداف قوات طالبان إذا دخلت المدينة.
يُذكر أنه بحلول موعد اجتماع الدوحة، كان مقاتلو طالبان قد دخلوا بالفعل وسط المدينة، كما قال الجنرال في جلسة الاستماع إليه أمام الكونغرس.
كانت قوات الأمن الأفغانية تفككت إلى حد كبير في العاصمة مع تقدم حركة طالبان؛ ما دفع برادر إلى طرح الخيارين، بأن يتولى مقاتلو الحركة أو القوات الأمريكية مسؤولية إعادة النظام إلى المدينة. لكن ماكينزي قال إن جزءاً من رفضه اقتراح برادر كان مرجعه أنه "لم يعتبر ذلك العرض عرضاً رسمياً".
رفض العرض
من جانبه قال رئيس القيادة المركزية الأمريكية إنه لا يمكنه الجزم بما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أُبلغ بالعرض ورفضه، لكنه قال إن كبار مسؤولي البنتاغون كانوا مطلعين عليه. ولم يرد المتحدثون باسم البنتاغون والبيت الأبيض على طلب موقع Al-Monitor للتعليق بحلول وقت النشر.
بذلك يكون الجنرال ماكينزي أقر علناً للمرة الأولى، قائلاً: "إذا كان شخص ما قد اتخذ قراراً بالفعل بشأن الأمر، فسيكون هذا الشخص هو أنا". كما شهد المبعوث الأمريكي لشؤون أفغانستان، زلماي خليل زاد، على حضوره هذا التبادل، الذي كانت صحيفة The Washington Post أول من كشف عنه.
كان موضوع تولي طالبان لدور أمني في تأمين المنطقة خارج مطار كابول بالتنسيق مع القادة الأمريكيين برزَ بوصفه أحد أكثر التطورات إثارة للجدل في طريقة تعامل إدارة بايدن مع الانسحاب من أفغانستان.
جلسة استماع
من جانبه أقر ماكينزي أيضاً في جلسة الاستماع، بأن "أحد افتراضات الخطة الأمريكية كان أن الجيش الأفغاني سيكون قادراً على الاستمرار في تأمين [مطار حامد كرزاي الدولي]".
لكن التفكك السريع لقوات الأمن الأفغانية في العاصمة أدى إلى دفع البنتاغون إلى إرسال ما يقرب من 3000 جندي إضافي إلى كابول لتأمين المطار، وتنفيذ خطة طوارئ قال مسؤولون بارزون إنها أُعدت مسبقاً.
كانت إدارة بايدن واجهت انتقادات لاذعة لطريقة إدارتها الانسحاب، على نحو يقول معارضوها إنه عجَّل بالانهيار الكامل لحكومة كابول، وخسارة مليارات الدولارات من المعدات العسكرية أمريكية الصنع، وبلوغ طالبان نوعاً من الانتصار الكامل.