مبادرة “الحزام والطريق” الصينية تفقد زخمها.. الدول المستهدَفة تخشى الديون وتدخلات بكين في سياساتها الداخلية

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/30 الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/30 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
استعراض حول العلم الصيني خلال الاحتفالات بمئوية الحزب الشيوعي /رويترز

أوضحت دراسة جديدة، وفق ما نشر  موقع Business Insider الأمريكي في تقرير له، الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021، أنَّ "مبادرة الحزام والطريق" الصينية –وهي برنامج طموح لبناء مشروعات في أكثر من 100 بلد حول العالم وتنمية نفوذها العالمي- تواجه  الآن معارضة من مضيفيها.

إذ تُقدِم الدول المضيفة على إلغاء أو تعليق مشروعات كبرى بسبب مخاوف الفساد والديون والمغالاة في الأسعار، وذلك وفقاً لتقرير نشره الأربعاء، 29 سبتمبر/أيلول 2021، مختبر Aid Data، وهو مختبر أبحاث مقره الولايات المتحدة تابع لكلية وليام آند ماري.

التنمية في الخارج 

هذا، وفقاً للتقرير، على الرغم من إنفاق الصين متوسط 85 مليار دولار سنوياً على التنمية في الخارج، مقارنةً بـ37 مليار دولار من جانب الولايات المتحدة.

في سياق متصل تهدف مبادرة الحزام والطريق، التي أعلنها الزعيم الصيني شي جين بينغ عام 2013، لإنشاء طريق حرير جديد عبر آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، من خلال تمويل إنشاء السكك الحديدية والموانئ والمستشفيات في الدول منخفضة أو متوسطة الدخل. ويقول المنتقدون إنّها كثيراً ما تتعامل مع هذه الدول من خلال دبلوماسية مصيدة الدين، حيث تحصل الصين على تنازلات سياسية من الحكومات المدينة لها بالمال.

وفقاً لمختبر Aid Data، لدى الصين الآن 13428 مشروعاً بقيمة 843 مليار دولار في 165 بلداً.

كانت فورة تنميتها تتقدم بوتيرة سريعة جداً، لدرجة أنَّ واشنطن بدأت تُسارع بالرد بحملتها العالمية الخاصة في عام 2019.

إلغاء مشروعات بنية تحتية 

لكن وفقاً للباحثين، ألغت ماليزيا منذ بدأت المبادرة مشروعات بنية تحتية مُموَّلة من الصين بقيمة 11.6 مليار دولار. يشمل هذا خط سكة جديد على ساحلها الشرقي، وخطّي أنابيب غاز أوقفهما رئيس وزراء البلاد المنتخب حديثاً عام 2018.

كما ألغت كازاخستان وبوليفيا مشروعات بقيمة 1.5 مليار، ومليار دولار على التوالي، في حين علَّقت أو ألغت كوستاريكا والسودان وإثيوبيا والإكوادور وزامبيا والكاميرون مشروعات بإجمالي 3.3 مليار دولار.

في حين يعود جزء من قلق هذه البلدان حيال مبادرة الحزام والطريق الصينية إلى عبء الديون الكبير الذي ينتج عن الشراكة مع بكين، إذ أفاد التقرير بأنَّ 42 بلداً لديها ديون للصين تساوي أكثر من 10% من ناتجها المحلي الإجملي.

هناك أيضاً مخاوف بشأن الفساد. فوفقاً لمختبر Aid Data، ارتبط 47 مشروعاً على الأقل بقيمة إجمالية 41.2 مليار دولار في 10 بلدان بمزاعم فضائح فساد أو خلافات أو انتهاكات مزعومة.

مشروعات الحزام

أشار الباحثون أيضاً إلى أنَّ 35% من كل مشروعات الحزام والطريق تأثرت بصورة ما من المشكلات، مثل فضائح الفساد وانتهاكات العمالة والمخاطر البيئية والاحتجاجات الشعبية.

حيث كتبوا أنَّه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان "ندم المشتري" بين تلك الدول المضيفة سيؤثر على برنامج الصين على المدى الطويل.

كما جاء في التقرير: "لكن من الواضح أكثر فأكثر أنَّ بكين سيتعين عليها معالجة مخاوف البلدان المضيفة؛ كي تحافظ على دعم مبادرة الحزام والطريق".

في المقابل فإنه من المنتظر أن تواجه مبادرة الحزام والطريق منافسة قريباً. ففي يونيو/حزيران 2021، أعلنت مجموعة الدول السبع مبادرة "لنعيد بناء عالم أفضل"، التي ستشهد إنفاق مئات المليارات لتطوير البنية التحتية على مستوى العالم، في تحدٍّ مباشر لحملة الصين المليارية.

تحميل المزيد