قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، 28 سبتمبر/أيلول 2021، إن اليونان وفرنسا وقّعتا اتفاقية عسكرية بمليارات الدولارات، أشاد بها زعيما البلدين، واعتبراها خطوة أولى جريئة نحو تعميق التعاون العسكري في القارة.
حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لا بد أن يتوقف الأوروبيون عن سذاجتهم"، ووصف الاتفاقية بأنها جزء من "شراكة استراتيجية" أعمق بين البلدين لحماية مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط. وأضاف: "حين نتعرض لضغوط، ونُظهر أننا أيضاً نتمتع بالقوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا سنكتسب الاحترام".
الثقة في الإنتاج الفرنسي
ماكرون كذلك قال إن الاتفاق ليس علامة على الثقة في الإنتاج الفرنسي فحسب، وإنما "خطوة أولى جريئة نحو الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي".
بموجب شروط الصفقة، التي ذكرت وسائل الإعلام اليونانية أن قيمتها تبلغ 5 مليارات يورو (حوالي 6 مليارات دولار)، ستسلم فرنسا ثلاث فرقاطات من طراز Belharra إلى اليونان، بحلول عام 2025، مع خيار تقديم سفينة حربية رابعة، وتغلبت بذلك على العروض المقدمة من المملكة المتحدة ودول أخرى عضوة في حلف الناتو.
رغم الفارق الهائل بين هذه الصفقة وصفقة الغواصات البالغة قيمتها 56 مليار يورو (حوالي 65 مليار دولار) التي وقعتها فرنسا مع أستراليا، قبل أن تتراجع كانبرا عنها، يمثل هذا الاتفاق مع اليونان دفعة كبيرة لماكرون، الذي يدعو منذ فترة طويلة إلى استقلال أوروبا عسكرياً وينتقد اعتمادها المبالغ فيه على الولايات المتحدة.
كذلك رأى رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن ماكرون حليف مخلص. إذ وصف ميتسوتاكيس فكرة إنشاء جيش أوروبي بأنه "اقتراح ناضج"، وهو من أشد المؤيدين "للتوفيق" بين ثقل القارة الجيوسياسي وقوتها الاقتصادية.
احتياجات عسكرية
في حين اتفق ميتسوتاكيس، وهو يقف بجانب الزعيم الفرنسي في قصر الإليزيه، على أنه بعيداً عن حاجات أثينا العسكرية، يمكن اعتبار هذه الاتفاقية خطوة أولى نحو تحقيق طموحات أوروبا العسكرية.
حيث قال: "اليوم يوم تاريخي لليونان وفرنسا. فنحن نشارك الرئيس ماكرون رؤية تطوير القدرات الدفاعية اللازمة وقدرة أوروبا على الاستجابة بشكل مستقل للتحديات المقبلة".
أضاف رئيس الوزراء اليوناني أن الاتفاقية تحمل أيضاً "طابعاً أوروبياً أطلسياً"، فأكد على أنه تعاون بين شريكين في الاتحاد الأوروبي وعضوين في التحالف الغربي.
كذلك قال: "اتفاقنا يمهد الطريق لأوروبا مستقبلية قوية ومستقلة. أوروبا تستطيع الدفاع عن مصالحها في جوارها، في البحر المتوسط، وفي الشرق الأوسط، وفي الساحل. فأوروبا التي تعزز قدراتها الدفاعية تقوّي في النهاية التحالف الأطلسي نفسه".