قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 27 سبتمبر/أيلول 2021، إن حكومة مالي اتهمت فرنسا بـ"التخلي عنها في منتصف الرحلة"؛ مما أجبرها على طلب المساعدة من المرتزقة الروس ليحلوا محل القوات الفرنسية المنسحبة من مستعمرتها السابقة.
تشوغيل مايغا، رئيس وزراء مالي، استغل فرصة إلقائه خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمهاجمة "غياب التشاور" من جانب باريس والتشكيك في فاعلية عملية برخان، التي كانت مهمتها مواجهة التمرد المتزايد من جماعات متطرفة.
بدوره، أكد سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي كان حاضراً أيضاً في الاجتماع السنوي لزعماء العالم، أنَّ الدولة الواقعة في غرب إفريقيا قد اتصلت بشركات عسكرية روسية خاصة.
يأتي هذا في وقت أصبحت فيه مالي، التي شهدت انقلابَين في العام الماضي، مركزاً لمعركة المتطرفين في منطقة الساحل -وهي حزام قاحل ضخم جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا- منذ انهيار نظام القذافي في ليبيا بدعم من الولايات المتحدة قبل عقد من الزمن.
وقال مايغا لمندوبي الأمم المتحدة: "الجماعات الإرهابية التي غزت ما يقرب من ثلثي أراضينا في عام 2012 تشتت وانتشرت دون القضاء عليها. كانت فرنسا قد انتشرت في مالي على هذه الخلفية، وبسببها أيضاً قررت الانسحاب فجأة".
وفي مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، قال لافروف إنَّ القوات الفرنسية "كان ينبغي لها محاربة الإرهابيين الذين أسسوا موطئ قدم لهم في كيدال [شمال مالي] لكنها عجزت عن ذلك. ويواصل الإرهابيون السيطرة على تلك المنطقة".
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن الرئيس ماكرون أنه سيخفض عدد القوات الفرنسية هناك مع استبدال حلفاء أوروبيين بها.
وحاول لافروف إبعاد الكرملين عن صفقة قيل إنها بقيمة 10.7 مليون دولار شهرياً مقابل نشر جيش خاص قوامه 1000 فرد من مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية لتدريب القوات وحماية القيادة العسكرية في مالي. وقال: "هذا النشاط شرعي. ولا علاقة لنا بذلك".
في حين حذرت فرنسا وألمانيا، اللتان تنشران أيضاً قوات هناك، مالي من أنهما ستعيدان النظر في انتشار قواتهما في حالة إبرام اتفاق مع "فاغنر"، التي يعتبرها الكثيرون جيشاً خاصاً بالوكالة للرئيس بوتين، والتي لها وحدات نشطة في 16 دولة إفريقية على الأقل.وشوهدت الأعلام الروسية واللافتات الموالية للمجلس العسكري في مظاهرة في العاصمة المالية باماكو الأسبوع الماضي ضد فرنسا وحلفائها. وأثار المشهد تكهنات بأنَّ آلة الدعاية الروسية هي التي حرضت على المشهد ويُقال إنَّ بريغوزين يمول "مصنع متصيّدين" أو ما يُطلق عليهم (ترول)، الذي يستخدم الشبكات الاجتماعية لإثارة الاحتجاجات والمسيرات وغيرها من مظاهر النفوذ السياسي.