تبادلت باكستان والهند الاتهامات خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، واتّهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الهند بـ"نشر الإرهاب" بحق المسلمين، ما أثار رد فعل قوياً من الوفد الهندي.
في خطابه أمام الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، اتهم خان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه يريد "القضاء على مسلمي الهند"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان خان يتحدث عبر الفيديو، وقال أمام زعماء العالم الذين حضروا الاجتماع: "يحكم الهند الآن أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا وأكثرها انتشاراً، لقد أطلق نظامها الفاشي العنان للهلع والعنف ضد أبناء الجالية المسلمة في الهند، حيث يرتكب الغوغاء من حراس الأبقار مذابح متكررة بحق المسلمين"، وفقاً لوكالة الأناضول.
أضاف خان أن الهند "شرعت فيما تسميه الحل النهائي، وذلك فيما يتعلق بجامو وكشمير المحتلة، حيث اتخذت سلسلة إجراءات قانونية أحادية الجانب منذ 5 أغسطس (آب) 2019 (…) وقامت بسجن قيادات كشميرية، وقمعت الاحتجاجات السلمية بعنف".
أكد خان أيضاً في هذا الصدد أن الإجراءات التي اتخذتها الهند "تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تنص بوضوح على أن التصرف النهائي في الأراضي المتنازع عليها يجب أن يقرره شعبها، من خلال استفتاء عام حر ونزيه يُجرى تحت رعاية الأمم المتحدة".
تُعد كشمير من المسائل الشائكة بين الهند وباكستان، وهي المنطقة الواقعة في جبال هملايا بين البلدين الذين يتنازعان عليها.
كان الغضب قد تصاعد في كشمير منذ العام 2019، عندما ألغت نيودلهي الحكم شبه الذاتي للمنطقة، ووضعتها تحت سلطتها المباشرة، ويقول سكان المنطقة التي تقطنها غالبية مسلمة إن القمع اشتد منذ ذلك الحين.
جاءت تصريحات عمران ضد الهند، في اليوم الذي يزور ناريندرا مودي البيت الأبيض، واتهم السلطات الأمريكية بالتغاضي عن "الانتهاكات التي ترتكبها الهند ضد حقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تصريحات خان استدعت رداً من السكرتيرة الأولى في البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة، الدبلوماسية الشابة سنيها دوبي، واتهمت باكستان بإيواء الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأمريكية الخاصة في العام 2011 بغارة على مدينة أبوت آباد حيث كان يختبئ.
كذلك اتهمت باكستان بممارسة عنف بحق الأقليات في باكستان، في حين أعرب مودي خلال لقائه بايدن عن قلقه إزاء الدور الذي تؤديه باكستان في أفغانستان.
من جانبه، قال وزير الخارجية الهندي، هارش فاردهان شرينغلا، للصحفيين، إن الهند دعت إلى إجراء "تدقيق وثيق ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، دور باكستان في مسألة الإرهاب".
في سياق حديثه عن تطورات الوضع بأفغانستان، قال خان إن بلاده "فقدت 80 ألف باكستاني، وأضاعت 150 مليار دولار خسائر اقتصادية جرّاء وقوفها إلى جانب واشنطن فيما يُسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب".
خان حذر المجتمع الدولي من تداعيات إهمال الوضع الإنساني في أفغانستان، التي ستتجاوز في تقديره جيرانها إلى كل مكان، حيث "ستصبح أفغانستان الفوضوية المضطربة مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهابيين الدوليين"، وفق قوله.
كذلك طاب خان المجتمع الدولي "بتحفيز حركة طالبان، لتنفيذ وعودها بشأن حقوق الإنسان وتشكيل حكومة شاملة، وعدم استخدام أراضيهم كملاذ للإرهابيين".
يُشار إلى أن حركة طالبان استعادت السيطرة على أفغانستان بعد خروج القوات الأمريكية من البلاد، بعد بقاء استمر 20 عاماً.