قالت قناة 12 الإسرائيلية الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، إن جيش الاحتلال أنهى صياغة خطط عملياتية لعمليات مكثفة في مدينة جنين، وذلك بعد ساعات من اعتقال الأسيرين مناضل نفيعات وأيهم كممجي.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت الأحد آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة قبل نحو أسبوعين، وذلك عقب محاصرة منزل كانا يقيمان فيه بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية.
القناة قالت إن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس قد صادق على خطط رئيس الأركان أفيف كوخافي العملياتية، ومراقبة الواقع على الأرض في انتظار التنفيذ.
ووصفت القناة الإسرائيلية مدينة جنين بأكبر "مركز إرهابي" في الأراضي الفلسطينية، قائلة إن سيطرة السلطة الفلسطينية في المدينة محدود للغاية.
وقالت القناة إن الجيش الإسرائيلي يعتبر ما يحدث في مخيم جنين "فوضى كاملة"، مضيفة أن "الواقع المقلق يدفع إسرائيل إلى التحرك".
جنين "عاصمة المقاومة"
كانت جنين ومخيمها بالذات قد شكلا حالة من الحضور القوي، بعد أن شكّلت الفصائل الفلسطينية ما سمته "غرفة العمليات المشتركة" تضم للمرة الأولى منذ سنوات، الأجنحة العسكرية المحسوبة على حركات: التحرير الوطني "فتح"، والمقاومة الإسلامية "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، وجاب عشرات المسلحين، أزقة مخيم جنين، مؤكدين استعدادهم لحماية الأسرى الذي انتزعوا حريتهم إن وصلوا المخيم، وصد أي عدوان إسرائيلي محتمل.
وطوال الأسبوع الماضي، كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز الجلمة العسكري، وفي مناطق متفرقة في جنين بالضفة الغربية، في وقت يتجول فيه الفلسطينيون في المخيم مسلحين وهم يخفون وجوههم بأقنعة تحمل شعارات الفصائل التي ينتمون لها، ورغم الانقسام السياسي بين حركتي "فتح وحماس"، فإن بندقية المقاومة في مخيم جنين وحَّدتهما.
وتحدثت وكالة الأناضول مع مقاتل مقنّع، يضع شعار "كتائب شهداء الأقصى"، المحسوبة على حركة "فتح"، حيث قال: "لا مجال للحديث (مع إسرائيل) سوى بالرصاص"، ويضيف المقنع الذي يحمل على كتفه بندقية من نوع M16، وعلى خاصرته مسدساً: "مستعدون للقتال، لن نتراجع".
وقرب عنصر "شهداء الأقصى"، تواجد مسلحون يضعون على أقنعتهم شارة كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، فيما رفض المسلحون المحسوبون على "حماس" الحديث.
أما المحطة الثانية فكانت مع مقاتل ينتمي لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وقال المسلح المقنع: "تم إعلان النفير العام في المخيم، كافة الفصائل على استعداد للقتال، سيرى الجيش الإسرائيلي ما لا يتوقعه في حال فكّر ودخل المخيم"، وأضاف دون التعريف بهويته: "عشرات المقاتلين على استعداد لصد أي اعتداء.. مخيم جنين غزة الثانية".
ويرى مراقبون أن ظروف مخيم جنين تتشابه إلى حد كبير، مع الأوضاع في قطاع غزة، الذي يعجز الجيش الإسرائيلي عن اجتياحه، ويشير عضو "سرايا القدس"، إلى عناصر المقاومة في المخيم، حيث يقول: "الشباب تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاماً، من أسر مناضلة، منهم من فقد والده أو شقيقه شهيداً، ومنهم ابن أسير"، ويضيف: "نتمنى أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى المخيم، نعده أنه سيندم على تلك اللحظة"، مشيراً إلى أن مقاومين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية وصلوا مخيم جنين "استعداداً لأي معركة".
ويتوزع المقاتلون ليلاً في العديد من الأزقة، وعلى أسطح المنازل.
وقبل حادثة فرار الأسرى الستة، قتلت إسرائيل أربعة مقاومين خلال اقتحام نفذته في المخيم يوم 16 أغسطس/آب الماضي.
ومنذ تلك الحادثة، يشهد المخيم حالة "غضب واستنفار"، واستعداد لصد أي اقتحام.