قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الإثنين 20 سبتمبر/أيلول 2021، إن الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم عبر نفق من سجن جلبوع قبل أسبوعين، نفذوا عملية هروبهم في وقت أبكر مما خطط له، وذلك لخشيةً تملكتهم من أن أمرهم قد كشف أو قد يكشف قريباً.
كانت قوات الاحتلال قد تمكنت الأحد 19 سبتمبر/أيلول، من إعادة اعتقال آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فرّوا من سجن جلبوع شديد الحراسة، عبر نفق حفروه بأدوات بدائية قبل نحو أسبوعين، في حادثة هزت المنظومة الأمنية الإسرائيلي وعرضتها لكثير من النقد في تل أبيب.
الرمال سدت أنابيب السجن
صحيفة هآرتس قالت، بناءً على التحقيقات التي أجريت مع الأسرى بعد إعادة اعتقالهم، إن موعد تنفيذ الهروب قد تم في وقت أبكر مما خطط له، وذلك بعد خوف من أن يكشف أمرهم؛ لأن رمال النفق المحفور بدأت تسد أنابيب السجن.
التحقيقات كشفت كذلك أن الأشهر الستة الماضية شهدت العديد من حالات انسداد الأنابيب بالرمال، لدرجة أن شاحنات الصرف كانت تأتي مرةً أو مرتين في الشهر لفكّ انسداد الأنابيب، وهو ما أثار بعض الشكوك لدى إدارة السجن، لكنها لم تتحقق من سبب ذلك.
بحسب المصدر الأمني الذي نقل تفاصيل التحقيق للصحيفة فإن الأسرى كانوا ينوون الهرب في عيد يوم الغفران 15 سبتمبر/أيلول الجاري، والذي يعرف بأنه أكثر الأعياد التزاماً، حيث تعمل كل المؤسسات الحكومية بأقل طاقة ممكنة إن كان يتوجب عليها العمل.
أشار المصدر إلى أن الأسرى قدموا موعد تنفيذهم خطة الهروب إلى السابع من سبتمبر/أيلول، وانتهى بهم المطاف إلى الهروب قبل هذا التاريخ بيوم، وذلك بعد أن "وصل الأمر إلى حد انسداد أنابيب السجن بالكامل نتيجة الطين الذي ملأ المصارف".
وقال الأسرى للمحققين إنّ قلقهم قد ارتفع بشكل كبير في الأيام الأخيرة، إذ اعتقدوا أن أحد حراس السجن قد كشف خططهم بالفعل، وهو ما عجّل بتنفيذ الخطة أيضاً.
التعجيل في تنفيذ الخطة أدى إلى تعطيل جانب آخر منها، إذ كان يفترض أن ينال الأسرى مساعدة من الخارج بعد هروبهم، إلا أنها لم تأتِ لأن الموعد اختلف، حسب ما قالت التحقيقات.
محامي أحد الأسرى من جانبه سبق أن قال إن الأسرى انقسموا إلى ثلاث مجموعات وسلكوا طرقاً مختلفة، لكي لا يكشفوا ولم يكن لديهم خطط، غير الوصول إلى جنين.
اعتقال أبطال النفق
فجر الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فرّوا من سجن جلبوع قبل نحو أسبوعين، وذلك عقب محاصرة منزل كانا يقيمان فيه بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية.
كان الأسرى الستة قد نجحوا، فجر السادس من سبتمبر/أيلول 2021، في الهروب من سجن جلبوع، الذي يُعتبر من أكثر السجون الإسرائيليّة تحصيناً، عبر نفق حفروه أسفل مغسلة.
جنّدت إسرائيل كلّ أجهزتها الأمنية لمطاردة الأسرى الستة، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية في بادئ الأمر اثنين منهم، هما يعقوب قادري المسجون منذ 14 عاماً، ومحمود العارضة أقدم المعتقلين الستة، الذي أمضى 26 عاماً في السجن، والاثنان محكومان بالسجن مدى الحياة.
في اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على زكريا الزبيدي، القائد السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح في مخيّم جنين، الذي لا يزال غير محكوم عليه، إضافة إلى محمد العارضة، المُدان بالسجن مدى الحياة، وقد أمضى منها 22 عاماً.
أثارت عمليّة الفرار موجة انتقادات في إسرائيل، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق وإعادة فحص كل السجون الإسرائيلية التي تضم حوالي 4650 معتقلاً فلسطينياً، بينهم 200 طفل وقاصر.