قالت شبكة سي إن إن الأمريكية، في تقرير نشرته السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021، إنه بمجرد أن أطلق الجيش الأمريكي صاروخ هيلفاير لإيقاف سيارة يُعتقد أنها كانت تشكل تهديداً وشيكاً للقوات الأمريكية التي تقود عملية الإجلاء في مطار كابول، أصدرت وكالة المخابرات المركزية تحذيراً عاجلاً: "من المحتمل أن يكون هناك مدنيون في المنطقة، من ضمنهم الأطفال المحتملون، داخل السيارة المستهدفة".
ثلاثة مصادر مطلعين على المشهد قالوا إن الوقت كان قد فات، حيث جاء التحذير في 29 أغسطس/آب 2021، قبل ثوان من سقوط الصاروخ على السيارة، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، بينهم سبعة أطفال.
ضربة مبررة
في الأسابيع التالية، أصر الجيش الأمريكي على أن الضربة كانت مبررة على هدف إرهابي مؤكد، معترفاً بأن بعض المدنيين ربما قُتلوا. لكن يوم الجمعة، بعد أسابيع من التغطية الإعلامية التي ألقت بظلال من الشك على شرعية الضربة، أقر الجيش الأمريكي بعدم ارتباط أي شخص في السيارة بـ"داعش" كما كان يعتقد في الأصل.
حيث قال الجنرال فرانك ماكينزي، القائد الأعلى للقيادة المركزية الأمريكية، بصراحة في البنتاغون: "لقد كان خطأ".
ليس من الواضح ما إذا كان الجيش قد أبلغ جهاز الاستخبارات أنه قرر الضغط على الزناد، إذا لم يكن هناك سبب آخر غير أن الوضع كان يتطور بسرعة. ويصف الجيش مثل هذه الضربات، التي سُمح للقادة في الميدان بشنها دون استشارة التسلسل القيادي، بأنها "ديناميكية".
تكليف طائرات المراقبة
في بعض الحالات، قد يطلب الجيش من مجتمع الاستخبارات "تكليف" طائرات المراقبة بدون طيار وغيرها من الأصول بمراقبة سيارة معينة أو موقع معين.
في سياق متصل تقول بعض المصادر إن سوء الفهم يسلط الضوء على قرار مُلح الآن لإدارة بايدن، حيث إنها تفكر في كيفية شن ضربات مستقبلية في أفغانستان دون وجود القوات الأمريكية على الأرض هناك: هل ستملك وزارة الدفاع أو وكالة المخابرات المركزية المهمة؟
في السياق ذاته أثار مقتل مدنيين، في هجوم شنته طائرة مسيرة متمركزة خارج أفغانستان، تساؤلات حول مستقبل الهجمات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في البلاد، حيث توقف جمع معلومات المخابرات بشكل شبه كامل منذ الانسحاب في أغسطس/آب 2021
في حين يعزز تأكيد مقتل مدنيين موقف منتقدي الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة وإجلاء الحلفاء الأفغان، وهو الأمر الذي أثار أكبر أزمة حتى الآن لإدارة بايدن.
الاعتذار عن الحادث
من جانبه قال وزير الدفاع لويد أوستن، في بيان، إن الهجوم بطائرة مسيرة قتلت أحمدي الذي كان يعمل في منظمة غير ربحية تسمى "التغذية والتعليم الدولية". وقال أوستن في البيان: "نعلم الآن أنه لا توجد صلة بين السيد أحمدي وداعش خراسان، وأن أنشطته في ذلك اليوم كانت غير ضارة تماماً، ولا تتعلق على الإطلاق بالتهديد الوشيك الذي نعتقد أننا نواجهه". وأضاف: "نعتذر وسنسعى للتعلم من هذا الخطأ الفادح".
في سياق متصل وعلى الرغم من أنه من النادر أن يقوم كبار مسؤولي البنتاغون، وضمن ذلك وزير الدفاع، بالاعتذار شخصياً عن المدنيين الذين قُتلوا في الهجمات العسكرية، ينشر الجيش الأمريكي بالفعل تقارير عن مقتل مدنيين في عمليات حول العالم.
كانت تقارير قد أوردت بشكل شبه فوري، أن ضربة الطائرة المسيرة قتلت مدنيين من بينهم أطفال. وفي ذلك الوقت، قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكام أفغانستان الجدد من حركة طالبان، إن الضربة أودت بحياة سبعة أشخاص وإن الحركة تجري تحقيقاً.