تكشفت تفاصيل عن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، الأسيرين الفلسطينيين أيهم كممجي، ومناضل أنفيعات من منزل في جنين شمال الضفة الغربية، وهما آخر أسيرين من أصل 6 كانوا قد فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة.
بدأت تحركات قوات الاحتلال نحو جنين، فجر اليوم الأحد، بعدما تمكّن جهاز الأمن العام الإسرائيلي المعروف باسم "الشاباك" في تحديد المنزل الذي كان يختبئ فيه كممجي وأنفيعات، وتحديداً في منطقة الحارة الشرقية بجنين.
الجيش الإسرائيلي كشف أن عدداً من الوحدات العسكرية شاركت في العملية، وهي: "وحدات اليمام، والشاباك، ووحدة الاستطلاع (حروف)".
منطقة الحارة الشرقية في جنين التي اعتُقل فيها الأسيران بعدما هربا من سجن جلبوع – خرائط غوغل
المفوض العام بالشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، قال في ساعة مبكرة من صباح الأحد: "مع مرور الوقت علمنا أنهما في جنين. استعدينا لعدة أيام لمهمة معقدة، وهذه الليلة، بعد تلقي المعلومات التي كنا ننتظرها، تم إرسال الإشارة لبدء العملية، مع وجود قوات اليمام في المقدمة".
كذلك كشف جهاز "الشاباك" بأنه تلقى معلومات استخباراتية دقيقة، هي التي مكنته من تحديد المبنى الذي كان يختبئ فيه الأسيران، وفقاً لما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل".
أشرف على العملية الجنرال يانيف الألوف، وهو رئيس فرقة "يهودا والسامرة" في الجيش الإسرائيلي، والمسؤول عن الضفة الغربية، والعقيد أريك مويال، بحسب ما قاله الجيش.
بدأ تنفيذ خطة الاعتقال بتحركات تمويهية من قبل القوات الإسرائيلية، وبغرض تجنب مواجهة كبيرة ومباشرة مع الفلسطينيين بالمدينة، جذبت القوات الإسرائيلية الانتباه في البداية بعيداً عن المنزل الذي كان فيه الأسيران.
لتحقيق ذلك أرسلت إسرائيل أعداداً كبيرة من القوات إلى مناطق متفرقة من جنين بغرض التشتيت وعدم لفت الأنظار إلى المكان المُستهدف، لكن في ذات الوقت كان هناك فريق خاص من القوات يتجه نحو المنزل الذي كان فيه الأسيران.
وصلت القوة الخاصة إلى المبنى الذي كان فيه الأسيران وطوقته، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق النار حول المبنى.
يقول فؤاد كممجي والد الأسير أيهم كممجي إن الأخير اتصل به عندما حاصرت القوات الإسرائيلية المنزل، وأضاف أن ابنه أخبره بأنه سيُسلم نفسه خشية منه على أرواح أصحاب المنزل ولعدم إلحاق الضرر بالسكان.
أوضح والد الأسير أن القوات الإسرائيلية كانت قد هددت بنسف المبنى الذي كان الأسيران يتواجدان به، وهو ما دفعهما إلى اتخاذ قرارهما بإتمام عملية اعتقالهما دون أن يتأذى أحد.
أشاد والد الأسير بما فعله أيهم، وقدرته مع الأسير أنفيعات على الدخول إلى جنين رغم الإجراءات الإسرائيلية المشددة، وقدّم الشكر لأصحاب المنزل الذين احتضنوا ابنه لأيام قبل اعتقاله.
الجيش الإسرائيلي أكد بدوره أن عملية الاعتقال "تمت بسلاسة"، وقال إن الأسيرين سلما نفسيهما ولم يحدث معهما أي اشتباك، مشيراً إلى أنه تم اعتقال اثنين ممن وصفهم بـ"المتواطئين" مع الأسيرين.
كان الجيش الإسرائيلي قد نشر لقطات تُظهر تسلل عناصر من قوات الاحتلال بين الأحياء، إضافة إلى لقطات أخرى من داخل ما بدا أنها غرفة عمليات.
مع اعتقال كممجي وأنفيعات، تنتهي بذلك عملية الملاحقة الضخمة التي أطلقتها إسرائيل منذ نحو أسبوعين، عقب هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع شديد الحراسة، في عملية وضعت السلطات الإسرائيلية في حرج كبير، بسبب قدرة الأسرى على الهروب رغم أساليب الرقابة والتكنولوجيا التي تعتمد عليها إسرائيل.
يُذكر أن الأسرى الستة هربوا من السجن بعدما حفروا نفقاً بأدوات بدائية، كشفت إسرائيل عن بعضها، مثل قلم صغير، وقطعة من علاقة، إضافة إلى أداة معدنية على شكل حرف S.