نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الأحد 19 سبتمبر/ أيلول 2021، مقاطع فيديو تظهر الأسيرين الفلسطينيين مناضل نفيعات وأيهم كممجي، فيما قالت أنها التقطت بعد 3 ساعات من هروبهما و 4 آخرين من سجن جلبوع قبل 10 أيام.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة قبل نحو أسبوعين، وذلك عقب محاصرة منزل كانا يقيمان فيه بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية.
بحسب الفيديو الذي بثته القناة "13" الإسرائيلية ترصد كاميرا مراقبة الإثنان يحملان حقائبهما ويمشيان سويا في قرية الناعورة في الداخل المختل عام 1948، على بعد بضعة كيلومترات شمال سجن جلبوع، بعد 3 ساعات من فرارهما منه.
مذيع القناة قال في تعقيب على الفيديو إن التصوير تم بينما كان الأسيران يسيران باتجاه سيارة يبدو أنهما تمكنا من خلالها من الوصول إلى منطقة جبل القفزة في مدينة الناصر، وهي المنطقة ذاتها التي تم القبض فيها على الأسيرين يعقوب محمود قادري ومحمد العارضة، سابقا.
ناشطون فلسطينيون قالوا، عبر مواقع التواصل، إن نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه المقاطع المصورة يأتي في إطار التغطية على الهزيمة التي تلقَّتها المنظومة الأمنية؛ بعد أن استطاع الأسرى الستة انتزاع حريتهم عبر حفر نفق على مدار 6 أشهر والهروب من خلاله، ثم قدرتهم على التخفي عن أعين المخابرات والأمن قبل اعتقالهم.
الكشف عن رحلة مطاردة
كان محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين منذر أبو أحمد قد كشف أن الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات قد سبق أن تعرضا لإطلاق النار مرتين خلال عمليات البحث عنهما بعد نجاحهما مع أربعة آخرين بالفرار من سجن جلبوع قبل أكثر من 10 أيام.
حيث قال المحامي أن الأسيرين أيهم ومناضل تعرضا لمحاولة تصفية حيث "أطلقت قوات الاحتلال النار عليهما مرتين خلال هروبهما"، موضحاً أن "أيهم تعرض لإطلاق نار في العفولة في اليوم الثاني من خروجه من السجن".
وأوضح أن أيهم، بعد إطلاق النار عليه قرب العفولة "اختبأ بين الأعشاب بينما مر الجندي من قربه، ووقف على رأسه ولكنه لم يره، بينما عثر جندي آخر على حقيبته وفيها أغراضه الخاصة، من ضمنها راديو وسجائر وملابس".
محاولة إطلاق النار الثانية التي تعرض لها أيهم "كانت عندما اقترب من منطقة التماس قرب محيط فتحة للجدار قرب سالم"، وأوضح أن أيهم اجتاز هذه الفتحة في الجدار للعبور إلى الضفة الغربية.
اعتقال أبطال النفق
فجر الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة قبل نحو أسبوعين، وذلك عقب محاصرة منزل كانا يقيمان فيه بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية.
كان الأسرى الستة قد نجحوا، فجر السادس من سبتمبر/أيلول 2021، في الهروب من سجن جلبوع، الذي يُعتبر من أكثر السجون الإسرائيليّة تحصيناً، عبر نفق حفروه أسفل مغسلة.
جنّدت إسرائيل كلّ أجهزتها الأمنيّة لمطاردة الأسرى الستّة، واعتقلت الشرطة الإسرائيليّة في بادئ الأمر اثنين منهم، هما يعقوب قادري المسجون منذ 14 عاماً، ومحمود العارضة أقدم المعتقلين الستّة، الذي أمضى 26 عاماً في السجن، والاثنان محكومان بالسجن مدى الحياة.
في اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على زكريا الزبيدي، القائد السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح في مخيّم جنين، الذي لا يزال غير محكوم عليه، إضافة إلى محمد العارضة، المُدان بالسجن مدى الحياة، وقد أمضى منها 22 عاماً.
أثارت عمليّة الفرار موجة انتقادات في إسرائيل، ما دفع الحكومة الإسرائيليّة إلى اتّخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق وإعادة فحص كلّ السجون الإسرائيليّة التي تضمّ حوالي 4650 معتقلاً فلسطينياً، بينهم 200 طفل وقاصر.