طالبت عائلة ضحايا الغارة الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل 10 أفراد، في 29 أغسطس/آب 2021، الولايات المتحدة بالتحقيق ومعاقبة أفراد الجيش المسؤولين عن الغارة.
حيث نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن إيمال أحمدي، الذي قُتلت ابنته مليكة (3 سنوات)، عندما أصاب صاروخ هيلفاير أمريكيٌّ سيارة شقيقه الأكبر، قوله إن العائلة تطالب واشنطن بالتحقيق.
اعتذار البنتاغون
أحمدي الذي أعرب عن ارتياحه للاعتذار الذي قدمته وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، قال في الوقت ذاته: "لا يكفي أن نقول: آسف، يجب على الولايات المتحدة العثور على الشخص الذي فعل ذلك".
في حين قال أحمدي إن الأسرة تسعى أيضاً للحصول على تعويض مالي عن خسائرها، وطالب بنقل العديد من أفراد الأسرة إلى دولة ثالثة، دون تحديد الدولة.
من جانبها أفادت وكالة أسوشييتد برس وغيرها من المؤسسات الإخبارية في كابول بعد الضربة، بأن سائق السيارة المستهدفة، زيمراي أحمدي، كان موظفاً لفترة طويلة في منظمة إنسانية أمريكية، واستشهدت بغياب الأدلة لدعم تأكيد البنتاغون أن السيارة تحتوي على متفجرات.
يُذكر أن الصاروخ سقط بينما كانت السيارة تدخل في ساحة بيت العائلة وركض الأطفال لاستقبال زيمراي.
خطا مأساوي
في سياق متصل وفي يوم الجمعة، وصف الجنرال بمشاة البحرية الأمريكية فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الضربة بأنها "خطأ مأساوي"، وقال إن المدنيين الأبرياء قُتلوا بالفعل في الهجوم، ولم يكن بينهم متطرف تابع لتنظيم "داعش" كما أُعلن سابق.
حيث جاءت الضربة بطائرة بدون طيار في أعقاب تفجير انتحاري مدمر نفذه تنظيم "داعش"، أسفر عن مقتل 169 أفغانياً و13 عسكرياً أمريكياً عند إحدى بوابات مطار كابول. واعتذر ماكينزي عن الخطأ، وقال إن الولايات المتحدة تدرس دفع تعويضات لأسرة الضحايا.
كذلك قال إيمال أحمدي إنه سمع عن الاعتذار من أصدقاء في أمريكا، مشيراً إلى أنه لن يعيد أفراد عائلته الذين قُتلوا في الغارة. وبينما أعرب عن ارتياحه للاعتذار الأمريكي والاعتراف بأن عائلته ضحايا أبرياء، قال إنه مُحبط، لأن الأمر استغرق أسابيع من مناشدة واشنطن لإجراء مكالمة على الأقل مع الأسرة.
حتى مع تزايد الأدلة على عكس ذلك، أكد مسؤولو البنتاغون أن الضربة نفذت بشكل صحيح، لحماية القوات الأمريكية المتبقية في مطار كابول قبل الانسحاب النهائي باليوم التالي، في 30 أغسطس/آب 2021 .
المسؤول عن تنفيذ الغارة
كذلك قال أحمدي، الذي بدا منهكاً، وفق وصف وكالة أسوشييتد برس، جالسًاً أمام الأنقاض المتفحمة لسيارة زماري، إنه يريد أكثر من مجرد اعتذار من الولايات المتحدة، وضمن ذلك التحقيق مع من نفذ الغارة، "وأريد أن تعاقبه الولايات المتحدة".
كان زيمراي الذي قُتل في الغارة، هو المعيل للأسرة، وكان يعتني بإخوته الثلاثة، ومن ضمنهم إيمال، وأطفالهم. وقال إيمال أحمدي: "الآن أنا بعد ذلك مسؤول عن جميع أفراد عائلتي وأنا عاطل عن العمل".
كذلك تابع مؤكداً أن الحياة تحت حكم طالبان "ليست جيدة"، وحذَّر منظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة من أزمة إنسانية تلوح في الأفق يمكن أن تدفع معظم الأفغان إلى ما دون مستوى الفقر.
كان ماكينزي قال إن القرار بضرب سيارة تويوتا كورولا بيضاء، بعد تعقبها لمدة ثماني ساعات تقريباً، جاء نتيجة "اعتقاد جاد"- بناءً على معيار "اليقين المعقول"- بأنها تشكل تهديداً وشيكاً على القوات الأمريكية في مطار كابول. وأضاف أنه كان يُعتقد أن السيارة كانت تحمل متفجرات في صندوقها.
لكن أحمدي تساءل: كيف يمكن أن يكون منزل الأسرة مخبأً لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وقال متحدثاً عن قدرات الطائرات بدون طيار الأمريكية: "يمكن للولايات المتحدة أن ترى من كل مكان، يمكنهم أن يروا أنه كان هناك أطفال أبرياء بالقرب من السيارة وفي السيارة"، قبل أن يردف: "كل من فعل هذا يجب أن يعاقَب".