قالت مصادر أمنية إثيوبية، السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021، إن الحكومة دفعت بـ"قوات خاصة" لتعزيز الأمن والاستقرار في إقليم بني شنقول شمال غربي إثيوبيا، حيث يقع سد النهضة؛ لحمايته بعد هجمات أخيرة حاول تنفيذها مسلحو جبهة تيغراي.
الجيش الإثيوبي أعلن مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، نجاحه في إحباط محاولة عناصر متحالفة مع "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التسلل إلى المنطقة التي يقع فيها سد النهضة، بهدف عرقلة أعمال البناء المتواصلة.
وقال أبيوت ألبورو نائب رئيس مكتب الأمن والسلام في إقليم بني شنقول، إنه تم الدفع بقوات خاصة من أقاليم أمهرة وسيداما وغامبيلا و"الشعوب الجنوبية"، إلى محيط سد النهضة.
في حديثه لوسائل إعلام محلية، أكد ألبورو أن هذه القوات ستعمل تحت قيادة مركز حالة الطوارئ بالإقليم، من أجل حماية موقع سد النهضة بعد تسلل عدد من مسلحي جبهة تيغراي إلى الإقليم في الآونة الأخيرة ومحاولتهم مهاجمة السد، حسب قوله.
إحباط هجوم على سد النهضة
كان الجيش الإثيوبي قد أعلن في 3 سبتمبر/أيلول 2021، إنه نجح في إحباط محاولة بعض العناصر المتحالفة مع "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التسلل من أراضي السودان إلى المنطقة التي يقع فيها سد النهضة، بهدف عرقلة أعمال البناء المتواصلة منذ سنوات، وذلك في ظل استمرار الخلافات بين أديس أبابا من جهة، والقاهرة والخرطوم من جهة أخرى.
حيث أكد منسق العمليات في المركز القيادي لمجموعة القوات المشتركة لمنطقة متكل في إقليم بني شنقول، العقيد سيفو إينغي، في بيانٍ نشره حساب الجيش الإثيوبي على موقع "فيسبوك"، أن "الجيش الإثيوبي أحبط المخطط، وقتل خلال تلك العملية أكثر من 50 إرهابياً، وأصاب أكثر من 70 آخرين كانت بحوزتهم أسلحة خفيفة وثقيلة وألغام".
فيما أرفق القائد العسكري الإثيوبي بيانه بعدد من الصور للأسلحة التي قال إنه عُثر عليها، بينما لم يعرض صور القتلى أو المصابين.
إينغي أضاف أن "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تكبدت هزيمة، وعلى أثر ذلك توجّه جزء كبير من قواتها إلى الشمال"، مشدّداً على أنها حاولت القيام بعمليات تستهدف سد النهضة عبر استخدام متفجرات صغيرة وثقيلة أثناء تسللها.
كما واصل حديثه بالقول: "التحقوا (عناصر جبهة تحرير تيغراي والمتحالفون معها) بأعدائنا التاريخيين بغية محاولة تعطيل أعمال بناء سد النهضة، غير أنهم فشلوا"، على حد قوله.
بينما لم تعلق "جبهة تحرير تيغراي" أو السلطات السودانية والمصرية على تلك الاتهامات حتى نشر هذا الخبر.
يشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، أعلنت أديس أبابا وقف إطلاق النار من جانبها في تيغراي، لكنها ألغت القرار في 10 أغسطس/آب الجاري، وقررت مواجهة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التي استعادت مؤخراً السيطرة على معظم أجزاء الإقليم، بالتحالف مع حركات تمرد في أقاليم أخرى.
منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبداية الحرب في الإقليم بين القوات الإثيوبية وعناصر "الجبهة الشعبية" المصنفة لدى السلطات "إرهابية"، قُتل آلاف الأشخاص، ونزح نحو 300 ألف شخص خارج "تيغراي" مع اتساع نطاق الصراع.