قالت وكالة bloomberg الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021، إن الملا عبد الغني برادر، الوجه الإعلامي الأشهر لحركة طالبان والذي قاد مباحثات السلام مع الولايات المتحدة، تعرض للاعتداء الجسدي من قِبل قيادي من شبكة حقاني التي تُدرجها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب في أوائل سبتمبر/أيلول 2021، خلال مباحثات في القصر حول تشكيل مجلس الوزراء، وفقاً للمصدر، الذي طلب عدم التعريف به أثناء مناقشته للواقعة.
كان برادر قد دفع باتجاه تشكيل حكومة "شاملة" تضم قادة من غير طالبان وأقليات عرقية، ستكون أكثر قبولاً لبقية العالم، على حد قول المصدر. في وقت ما خلال الاجتماع، قام خليل الرحمن حقاني من كرسيه وبدأ يلكم زعيم طالبان.
إطلاق نار في القصر
تابع المصدر لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، قائلاً إن حراسهم الشخصيين دخلوا المعركة وفتحوا النار على بعضهم البعض، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم. وبينما لم يصب برادر بأذى، غادر العاصمة منذ ذلك الحين وتوجه إلى قندهار -قاعدة الجماعة- للتحدث مع المرشد الأعلى هيبة الله آخوند زاده، الزعيم الروحي لـ"طالبان".
في حين لم تتضمن تشكيلة مجلس الوزراء التي أُصدرت في 7 سبتمبر/أيلول 2021، أي شخص من خارج طالبان، مع تولي نحو 90% من المواقع وزراء من البشتون من المجموعة. تلقى أفراد عائلة حقاني أربعة مناصب، من بينهم سراج الدين حقاني -زعيم شبكة حقاني المدرج على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر المطلوبين بتهمة الإرهاب- الذي أصبح وزير الداخلية بالإنابة. وعُين برادر أحد نائبَي رئيس الوزراء، في حين اندمجت جماعتا طالبان وحقاني نحو عام 2016.
فيما قال المصدر إن رئيس وكالة المخابرات الباكستانية، الذي كان في كابول خلال المناقشات، أيد حقاني على برادر، الذي أمضى نحو ثماني سنوات يسجن في باكستان قبل أن تسهّل إدارة ترامب إطلاق سراحه؛ للمشاركة في محادثات السلام. وقالوا إن الملا محمد حسن غير المعروف اختير رئيساً للوزراء بدلاً من برادر؛ لأنه يتمتع بصلات أفضل مع إسلام آباد ولا يشكل تهديداً لفصيل حقاني.
من جهته لم يرد المكتب الإعلامي للجيش الباكستاني على الفور على طلب للتعليق.
وقوع اشتباكات
كذلك وخلال الأيام الماضية، نفى أعضاء في حركة طالبان تقارير عن وقوع اشتباك. وظهر برادر على التلفزيون الحكومي، الخميس 16 سبتمبر/أيلول 2021، لينفي الشائعات عن إصابته أو حتى مقتله. لم يكن برادر حاضراً، في 12 سبتمبر/أيلول 2021، للترحيب بوزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وغاب عن أول اجتماع لمجلس الوزراء لحركة طالبان هذا الأسبوع.
قال في بيان مقتضب: "الحمد لله أنا سالم معافىً. التصريح الآخر الذي أدلى به الإعلام بأن لدينا خلافات داخلية هو أيضاً غير صحيح بالمرة". ونفى التكهنات بشأن غيابه خلال زيارة الوفد القطري الذي حضره أعضاء آخرون، من بينهم عدد من أفراد شبكة حقاني.
كانت قطر قد استضافت برادر لعدة سنوات، وسهّلت المفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايكل بومبيو، لإنهاء أطول حرب أمريكية.
أضاف برادر: "لم أكن على علم بزيارة وزير الخارجية القطري. كنت مسافراً خلال زيارة وزير الخارجية القطري لكابول، ولم أستطع تقصير رحلتي والعودة إلى كابول".
من جانبه قال بلال كريمي، المتحدث باسم طالبان، في اتصال هاتفي، إن برادر "لم يُهمش، ونتوقع عودته قريباً". وأضاف كريمي: "لا توجد خلافات بين قادة الإمارة الإسلامية. إنهم لا يتشاجرون على أي مكاتب أو مناصب حكومية".
يذكر أن الانقسامات داخل طالبان علامة مقلقة للدول الغربية التي حثت الجماعة على تنفيذ سياسات أكثر اعتدالاً، وضمن ذلك احترام حقوق المرأة. فيما تضغط الصين وباكستان على الولايات المتحدة لفك تجميد احتياطيات أفغانستان، حيث تواجه البلاد ارتفاعاً في نسبة التضخم وأزمة اقتصادية تلوح في الأفق.
كذلك فطالما كانت العلاقة بين فصيل حقاني وطالبان متوترة. ومع ذلك، لجأ أنس حقاني، أحد القادة الرئيسيين للجماعة، إلى تويتر لنفي أي خلاف، فغرد قائلاً: "الإمارة الإسلامية هي جبهة موحدة تحترم بشدةٍ خطاً واحداً من القيم الإسلامية والقيم الأفغانية. نحن جميعاً متحدون في السعي لإحلال السلام والازدهار والاستقرار لمحبوبتنا # أفغانستان".