زرعوا أجهزة تنصت وكاميرات خفية.. إسرائيل تستنفر في جنين بحثاً عن الأسيرين الفارَّين

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/17 الساعة 17:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/17 الساعة 17:51 بتوقيت غرينتش

من الناصرة إلى جنين، اتجهت أنظار جيش الاحتلال الإسرائيلي، للبحث عن الأسيرين الفارين من سجن جلبوع الإسرائيلي بعدما تواردت أنباء بأن أحدهما تسلل إلى المخيم واحتمى فيه.

مناوشات عسكرية وتشديدات أمنية على مدار اليوم إضافة إلى تعزيز كاميرات المراقبة، والسبب: البحث عن أيهم كمامجي ومناضل يعقوب، فيما الفصائل الفلسطينية تعلن حالة الاستنفار لتدافع عن المخيم ضد أي عمل عسكري أو استخباراتي تنوي إسرائيل القيام به للوصول إلى أي معلومة حول الأسيرين الهاربين.

وبات حاجز "جلمة" العسكري، وهو البوابة الحدودية الفاصلة بين إسرائيل وجنين، نقطة اشتباك يومي، بين أفراد الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، تشبه إلى حد كبيرٍ فعاليات الإرباك الليلي، حيث يقوم المتظاهرون بحرق الإطارات المطاطية وتوجيه أشعة الليزر نحو الجنود المنتشرين على الثكنات العسكرية، وإلقاء الزجاجات الحارقة بالقرب من النقطة العسكرية.

عمليات استخباراتية للبحث عن الأسرى

مصادر خاصة لـ"عربي بوست" قالت إن "النقاط الحدودية لقرى مدينة جنين تشهد نشاطاً استخباراتياً مكثفاً للجيش الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين، حيث تقوم قوات خاصة من الجيش تتبع لوحدتي (سيرت متكال) وشلداج، باقتحام قرى يعبد وعانين والطيبة ورمانة وفقوعة الملاصقة لجدار الفصل العنصري، وتجري خلالها عمليات تمشيط وتحقيق واستجواب مع سكان هذه القرى، وزرع كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت بهدف رصد أي تحركات خاصة للأسيرين الهاربين اللذين يعتقد أنهما لا يزالان متحصنين في مدينة جنين".

هذا وقد أكد الصحفي الفلسطيني محمد عتيق، من قرية فقوعة شمال شرقي جنين، أن "النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي بالمنطقة وطبيعة التحقيقات التي تجريها القوات الخاصة في قرية فقوعة يهدفان إلى الوصول معلومات حول الأسيرين الهاربين من سجن جلبوع، حيث يقدر الجيش أن مسار الهروب من السجن إلى داخل جنين تم عبر هذه القرى الحدودية التي تعتبر تضاريسها سهلة في عملية الهروب، كما أن لهذه القرى خصوصيةً تميزها عن باقي مناطق مدينة جنين، وهي عدم وجود نشاط عسكري حقيقي للفصائل الفلسطينية، مما يسهل عمل القوات الخاصة دون أي تكلفة أو خسائر  بشرية".

وأضاف المتحدث لـ"عربي بوست: "من بين العمليات الاستخباراتية التي تقوم بها القوات الخاصة الإسرائيلية في قرية فقوعة سحب الهواتف من المواطنين ومعرفة أي اتصال خارجي غير مألوف تم عبر هذه الهواتف، إضافة إلى انتشار قوات خاصة من المستعربين، تتجول في المنطقة بلباس سكان القرى وتنشر إشاعات قد تُمكنهم من الوصول إلى مكان الأسيرين أيهم كمامجي ومناضل إنفيعات اللذين يعتقد أن أحدهما تمكن من الوصول إلى مدينة جنين".

إسرائيل ترفع من مستوى التهديدات

وفي سياق متصل رفعت إسرائيل من سقف التهديدات بتنفيذ عملية عسكرية في مدينة جنين لاعتقال باقي الأسرى الهاربين، إذ نقلت القناة الـ12 العبرية في مقابلة مع رئيس الأركان أفيف كوخافي، قوله إن الجيش مستعد لدخول مدينة جنين بقوات كبيرة من أجل اعتقال الأسيرين الفارَّين من سجن جلبوع، في حال تأكد وصولهما إليها، حتى لو كان ذلك على حساب التأثير على باقي مناطق الضفة الغربية.

أما صحيفة معاريف فنقلت عن العقيد يائير بلاي قائد لواء جولاني بالجيش الإسرائيلي، قوله إن "أي عملية عسكرية سينفذها الجيش الإسرائيلي في جنين ليس بالضرورة أن تكون مشابهة لعملية السور الواقي، نحن لا نتحدث عن عملية واسعة بقوات كبيرة من الدبابات والطائرات وسلاح المشاة، يمكن أن تكون عملية واسعة بقوات كبيرة وفق معلومات محددة".

في حين نقل رئيس تحرير صحيفة معاريف، بن كسبيت، قوله إن أي مختص يعمل في الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) يدرك أن جنين بعيدة عن الهدوء، بل تزداد هياجاً وتطرفاً، إنه أمر محزن ومقلق، والسلطة تفقد السيطرة هناك".

الفصائل تتوعد بالرد

أمام هذه التهديدات الإسرائيلية باتت مدينة جنين تمثل حالة خاصة، بالنسبة للعمل العسكري المنظم في الضفة الغربية، إذ إنه وللمرة الأولى وفي سابقة هي الأولى من نوعها، اتفقت كل من حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي على إنشاء غرفة عمليات مشتركة للتنسيق فيما بينها للرد على أي عملية عسكرية يسعى الجيش الإسرائيلي لتنفيذها في المدينة.

هذا وقد أفاد مصدر عسكري في الغرفة المشتركة للفصائل في جنين، لـ"عربي بوست"، بأنه "جرى التنسيق بين الفصائل الثلاثة على توزيع المهام العسكرية بغرض تشكيل جبهة موحدة في حال قرر الجيش الإسرائيلي اقتحام المدينة، وآلية ذلك تمت من خلال تكثيف عمليات الرباط في النقاط الرئيسية وفي أزقة المخيمات؛ لصد أي اقتحام من القوات الخاصة، نحن سندافع عن المدينة ولن تكون جنين محطة سهلة في حال جرى اقتحامها".

لعل أهم ما يميز جنين عن غيرها من مناطق الضفة الغربية هو عدم وجود نشاط للتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإسرائيل، إذ يقتصر نشاط الأجهزة الأمنية على قوات شرطية مدنية، وتدير الفصائل الفلسطينية مسؤولية توفير الأمن في هذه المناطق، وهو ما قد يصعّب مهمة البحث عن باقي أفراد الخلية الهاربة من سجن "جلبوع" العسكري.

معاوية موسى، الكاتب والباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية، من مدينة جنين، قال لـ"عربي بوست" إن "قرار اقتحام مدينة جنين يبدو أنه اتخذ لدى مؤسسة الجيش بغض النظر عن اعتقال بقية الأسرى الهاربين، ما يجري هو عملية تحضير لهذا الاقتحام لتقليل مستوى الخسائر من خلال سحب أكبر قدر من الأسلحة، كما أن الحالة التي تمثلها مدينة جنين باتت تستلزم من الجيش التدخل؛ خشية أن ينتقل هذا النموذج إلى باقي مناطق الضفة الغربية، وبذلك تكون إسرائيل قد خسرت المواجهة في خاصرتها الأضعف وهي الضفة الغربية".

تحميل المزيد