أعلنت فرنسا إلغاء "حفل صداقة" مع الولايات المتحدة كان مقرراً إقامته مساء الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021 بواشنطن، على وقع تعطيل الولايات المتحدة وبريطانيا شراء أستراليا غواصات فرنسية.
جاء ذلك في بيان صادر عن السفير الفرنسي لدى واشنطن، فيليب إتيان، الخميس 16 سبتمبر/أيلول بعد ساعات من إعلان أستراليا عن إلغاء صفقة غواصات مع فرنسا وتعويضها بصفقة جديدة مع كل من أمريكا وبريطانيا؛ وهو ما أثار غضب باريس.
غضب فرنسا بعد إلغاء صفقة الغواصات
كان من المقرر أن يقام الحفل في الذكرى السنوية الـ240 لمعركة تشيزبيك، التي انتصرت فيها الولايات المتحدة بمساعدة البحرية الفرنسية في حرب الاستقلال ضد بريطانيا.
في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إنشاء تعاون أمني جديد تحت اسم "AUKUS"، من بين أهدافه مشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا تكنولوجيا الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية مع أستراليا.
إلا أن اتفاقية "AUKUS" أدت إلى تعليق برنامج الغواصة الهجومية الذي تنفذه أستراليا مع فرنسا منذ عام 2015، حيث كلّف 43 مليار دولار في البداية، ثم وصل إلى 90 مليار دولار.
رداً على هذا الإعلان، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وزميلته وزيرة الدفاع فلورنس بارلي، أن قرار الحكومة الأسترالية وقف برنامج الغواصة مع فرنسا، والموافقة على بناء غواصة نووية مع الولايات المتحدة يتعارض مع روح التعاون بين البلدين.
قلق أوروبي من الاتفاق الأمني
من جهته، أعرب مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "أسف" التكتل لعدم إبلاغه أو التشاور معه بشأن الاتفاقيّة الأمنيّة المبرمة بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
قال بوريل خلال عرض استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إنّ "اتفاقاً من هذا النوع لم يجرِ إعداده أمس الأول، وهذا يستغرق وقتاً".
أضاف قائلاً: "لكنّنا لم يتمّ إبلاغنا، ولم تتمّ استشارتنا، نحن نشجب ذلك". مشيراً إلى أنه سيعمل على "تحليل تداعياتها" لكنه أكد أن ذلك لن يؤدي إلى "إعادة النظر في العلاقة مع الولايات المتحدة".
قال المتحدث باسم بوريل، بيتر ستانو، إنه سيتمّ إجراء تحليل للوضع ولتداعيات هذا التحالف، مشيراً إلى الاجتماع المقبل لوزراء خارجيّة الاتحاد الأوربي، المقرّر عقده في 18 أكتوبر/تشرين الأول في لوكسمبورغ.
كما أكد المتحدّث أن الاتحاد لم يتبلّغ مسبقاً بالشراكة العسكرية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ما يثير مخاوف في أوروبا من نهج إقصائي لدى واشنطن.