اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السلطات الليبية باحتجاز مئات المهاجرين المغاربة في ظروف غير إنسانية دون مبرر قانوني منذ شهور، بعد أن تم إيداعهم في السجون ومراكز الاحتجاز دون تمكينهم من الرعاية الصحية اللازمة أو الطعام أو مياه الشرب النظيفة، وذلك حسبما جاء في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الخميس 16 سبتمبر/أيلول 2021.
اتهامات المراقب الأوروبي في حقوق الإنسان، صدرت في بيان، الثلاثاء الماضي، وجاء فيه أيضاً أن المراكز تفتقد أدنى الشروط التي تقي المعتقلين من الإصابة من الأمراض، مؤكدةً أن عدداً منهم قد أصيب بفيروس كورونا.
الاعتقال بدل الهجرة لإيطاليا
ومن المعروف أن المهاجرين يسافرون براً إلى ليبيا حيث يخططون لبدء رحلتهم عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه إيطاليا.
ويحتجز حرس الحدود العديد منهم عند دخولهم البلاد، بينما يُحتجز البعض الآخر على أيدي قوات خفر السواحل الليبية أثناء محاولتهم الهجرة إلى إيطاليا.
وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 1146 شخصاً في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا خلال النصف الأول من عام 2021.
شهادات عن المآسي في المعتقلات
إذ نقل تقرير المرصد الأورو متوسطي، شهادة العويني محمد والد مصطفى (23 عاماً)، الذي اعتُقل في أبريل/نيسان، عند نقطة تفتيش تابعة لحرس الحدود الليبي.
يقول في شهادته: "اتصل بنا ليبلغنا أنه محتجز في معتقل الدراج مع العديد من المهاجرين المغاربة الآخرين. ووصف الظروف بأنها صعبة للغاية من حيث نقص الطعام والماء والنظافة، فضلاً عن تفشي المرض، من فيروس كورونا، بين المعتقلين ".
كما طالب المرصد في بيانه الحكومة الليبية بالإفراج عن جميع المهاجرين المغاربة المحتجزين لديها، و"توفير الرعاية الصحية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، خاصةً مرضى كوفيد-19″.
من جانبه، قال يوسف سلام، الخبير القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي، إن "الحكومة الليبية ملزمة وفقاً للاتفاقيات والأعراف الدولية ذات الصلة، بمعاملة هؤلاء المعتقلين بكرامة، وتوفير المأوى المناسب لهم، وتمكينهم من الحصول على حقوقهم الأساسية".
وأضافت المنظمة الحقوقية أن المغرب يجب أن "يتعاون بنشاط مع السلطات الليبية لإنهاء معاناة مئات الأسر، التي دائماً ما تشعر بالقلق على مصير أطفالها".