قال محققو جرائم الحرب، التابعون للأمم المتحدة، الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، إن سوريا ما زالت غير آمنة لعودة اللاجئين، بعد مرور عشر سنوات على بدء الاحتجاجات التي تحولت إلى حرب طاحنة.
المحققون وثّقوا تزايداً في العنف وانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك الاعتقال التعسفي على يد قوات نظام بشار الأسد.
لجنة التحقيق بشأن سوريا، التابعة للأمم المتحدة، قالت إن الوضع بشكل عام يزداد قتامة، مشيرة إلى أعمال قتالية في عدة مناطق من الدولة الممزقة، وانهيار اقتصادها وجفاف أنهارها، وتصاعُد هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
من جانبه، قال باولو بينيرو، رئيس اللجنة خلال إصدار تقريرها الرابع والعشرين: "بعد عشر سنوات ما زالت أطراف الصراع ترتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتتعدى على حقوق الإنسان الأساسية للسوريين".
أضاف بينيرو أن "الحرب على المدنيين السوريين مستمرة، ومن الصعب عليهم إيجاد الأمن أو الملاذ الآمن في هذا البلد الذي مزقته الحرب".
كانت منظمة العفو الدولية قد قالت الثلاثاء، 7 سبتمبر/أيلول 2021، إن العشرات من اللاجئين السوريين الذين عادوا أدراجهم إلى سوريا يتعرضون لأشكال عدة من الانتهاكات على أيدي قوات الأمن، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب وحتى الاغتصاب.
ناشدت المنظمة في تقرير جديد بعنوان "أنت ذاهب إلى موتك"، الدول الغربية التي تستضيف لاجئين سوريين ألا تفرض عليهم العودة "القسرية" إلى بلدهم، منبّهة إلى أن سوريا ليست مكاناً آمناً لترحيل اللاجئين إليها.
أشارت المنظمة إلى أنها وثقت "انتهاكات مروّعة" ارتكبتها قوات الأمن التابعة للنظام بحق 66 لاجئاً، بينهم 13 طفلاً، عادوا إلى سوريا منذ العام 2017 حتى ربيع العام الحالي، من دول عدة، أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية- الأردنية.
أضافت المنظمة أن أجهزة الأمن "أخضعت نساء وأطفالاً ورجالاً لاعتقال غير قانوني وتعسفي وللتعذيب وسواه من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والإخفاء القسري".
يواجه السوريون العائدون إلى بلدهم اتهامات من قِبل النظام، من بينها "الخيانة أو دعم الإرهاب"، وفي بعض الحالات تم استهداف العائدين لمجرد تواجدهم سابقاً في مناطق تحت سيطرة فصائل معارضة.
يأتي ذلك بينما تمارس دول عدّة ضغوطاً متصاعدة لترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم، أبرزها الدنمارك والسويد وتركيا، ونبّهت العفو الدولية إلى أنّ "أي حكومة تدعي أن سوريا باتت الآن آمنة هو تجاهل متعمّد للحقيقة المروعة على الأرض".
يُشار إلى أن الحرب في سوريا تسببت في نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6,6 مليون لاجئ، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة.