خلُصت مراجعة أجرتها مجموعة دولية من العلماء، بينهم علماء من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن الجرعات المعززة من لقاح كورونا غير ضرورية لعامة الناس.
صحيفة The New York Times قالت إن المراجعة نُشرت أمس الإثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021، وتوصلت إلى أن البيانات المتاحة عن اللقاحات، حتى الآن، لا تقدم أدلة موثوقة تدعم الحاجة لإعطاء الجرعات المُعزِّزة لعموم الناس.
تتألف المجموعة التي أعدت المراجعة من 18 عالماً، بينهم عالمان أعلنا الشهر الماضي رحيلهما عن إدارة الأغذية الأمريكية بسبب خلافهما مع مساعي فريق الرئيس جو بايدن، من أجل طرح الجرعات المُعزِّزة، قبل أن يتسنى لعلماء الإدارة الفيدرالية مراجعة الأدلة وتقديم توصيات.
كانت إدارة بايدن قد اقترحت تقديم الجرعات المُعزِّزة بعد 8 أشهر من الجرعات الأولية. لكن الكثير من العلماء عارضوا هذه الخطة، وقالوت إنَّ اللقاحات لا تزال توفر حماية قوية ضد الأعراض الخطيرة الناجمة عن الفيروس والدخول إلى المستشفى.
في المراجعة الجديدة، التي نُشِرَت في دورية The Lancet، قال الخبراء إنَّ الميزة التي توفرها الجرعات المُعزِّزة -أياً كانت ماهيتها- لن تتفوق على فوائد استخدام تلك الجرعات لحماية مليارات الأشخاص الذين لم يتلقوا أي تطعيم في أنحاء العالم.
أشاروا كذلك إلى أنَّ الجرعات المُعزِّزة قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، لكنها غير ضرورية حتى الآن لعموم السكان.
أضاف الخبراء أن اللقاحات أقل فاعلية إلى حد ما ضد الإصابة بمتحور "دلتا" مقارنة بمتحور "ألفا"، لكن الفيروس لم يتطور بعد لتفادي الاستجابات المستمرة من الخلايا المناعية.
كذلك حذر الخبراء من أنَّ الترويج للمُعزِّزات قبل الحاجة إليها، وكذلك أية تقارير عن الآثار الجانبية للجرعات المُعزِّزة مثل مشكلات القلب أو متلازمة غيلان باريه -وهي حالة نادرة يُصاب فيها الجهاز المناعي المحيط بالأعصاب- قد يقوض الثقة في التطعيم الأساسي.
تشير العديد من الدراسات التي نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إلى أنَّ فاعلية اللقاحات في الحماية من العدوى بمتحور "دلتا" تتضاءل مع الوقت، إلا أنها تظل ثابتة ضد الأمراض الشديدة المصاحبة للفيروس في جميع الفئات العمرية.
بحسب الصحيفة الأمريكية، لم تُظهِر اللقاحات ضعفاً في حماية متلقيها من دخول المستشفيات، إلا في البالغين فوق سن 75 عاماً.
أوضحت الصحيفة أن المناعة التي تمنحها اللقاحات تعتمد على الحماية من الأجسام المضادة ومن الخلايا المناعية، وعلى الرغم من أنَّ مستويات الأجسام المضادة قد تتضاءل بمرور الوقت -مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى- لكن ذاكرة الجسم عن الفيروس تدوم طويلاً.