قالت شبكة ABC News الأمريكية في تقرير نشرته يوم الأحد 12 سبتمبر/أيلول 2021 إن النائبة في البرلمان الصومالي، فوزية يوسف آدم، والتي حطمت الحواجز وأصبحت أول وزيرة للخارجية ونائبة رئيس وزراء في البلد المحافظ ثقافياً تتطلع الآن لتولي أعلى منصب في البلاد والترشح في الانتخابات الرئاسية التي تأجلت كثيراً.
حيث تعي نائبة البرلمان فوزية يوسف آدم جيداً الصعوبات التي تواجه فوزها بالأصوات في بلد تعاني فيه معظم النساء من التهميش. وتحدثت في مقابلة مع وكالة Associated Press عن الصعوبة البالغة التي واجهتها في قيادة موظفي وزارة الخارجية الذين كان الجزء الأكبر منهم من الذكور، وذلك حينما كانت وزيرة للخارجية.
قالت: "كانوا يحجمون كثيراً عن التعاون معي لمجرد أنني أنثى".
ترشح يستحق العناء
لكن فوزية، وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال، ترى أن ترشحها للرئاسة يستحق العناء وليس بلا جدوى من عدة جوانب.
حيث قالت: "أريد أن أكسر هذا الحاجز الذي تواجهه النساء، حتى تتحلى العديد من النساء في المستقبل القريب بالشجاعة للترشح وحتى الفوز"، وأضافت أن الوقت قد حان للنضال من أجل حقوق المرأة.
يذكر أن سنوات انعدام الأمن في الصومال التي شهدت هجمات مدمرة شنتها حركة الشباب المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة أحد الأسباب التي دفعت فوزية للترشح أيضاً. وقالت: "هذا البلد سادته الفوضى على مدار الثلاثين عاماً الماضية. والشباب يموتون كالذباب، ويقتلون بعضهم بعضاً، ويفجرون أنفسهم، ويقتلون الآخرين".
مثل الآخرين في الصومال، شاهدت كيف أن انعدام الأمن يضعف أساس البلاد. وكان نتيجة ذلك ارتفاعاً في معدلات البطالة وضعف التعليم والنظام الصحي الذي يعد الأقل تجهيزاً في العالم. وفاقم الفساد والمشاحنات السياسية من هذه المشكلات.
قالت فوزية: "ربما تكون امرأة هي ما يحتاجه هذا البلد، قيادة سيّدة، لتحقيق السلام والاستقرار".
حملة الترشح
كانت حملة ترشحها للانتخابات الرئاسية متواضعة نسبياً بسبب انعدام الأمن وجائحة كوفيد-19. وتفضل فوزية التجمعات المنزلية البسيطة عوضاً عن التجمعات الانتخابية الكبيرة. يقول المحلل السياسي ليبان عبد الله فرح في العاصمة مقديشو: "قد يكون هذا أقل تكلفة ولكنه أقل فاعلية أيضاً".
على عكس العديد من المرشحين الآخرين والأشخاص العاديين في الصومال، حيث نادراً ما تُرى كمامات الوجه رغم أنه يضم أعلى معدلات وفيات فيروس كوفيد-19 في إفريقيا، تقول فوزية إنها تأخذ الجائحة على محمل الجد وتتحدث بصراحة عن مخاطرها بعد أن مات العديد من أصدقائها إثر إصابتهم بالفيروس.
قالت: "لا أتوقف عن تقديم النصائح بخصوص هذه الجائحة، لا سيما مدى تأثيرها السيئ على النساء وخاصة الفقيرات منهن. ليس لدينا نظام صحي قوي للتعامل مع هذه الظاهرة". أضافت فوزية أن نساء الصومال تضررن من الفيروس أكثر من غيرهن، بدنياً واقتصادياً.
كذلك أوضحت: "أنا عن نفسي تلقيت جرعتي اللقاح، مثلما فعل الكثير من الناس، لكن العديد من الفقراء في المخيمات، والنازحين داخلياً، والغارقين في الفقر، والضعفاء ليس لديهم هذه الفرصة. ما أتمناه هو الفوز في هذه الانتخابات. والجائحة ستكون إحدى أولوياتي، لأننا لا نريد أن نخسر مزيداً من الناس".
كان مسار فوزية في الحياة مختلفاً كثيراً. فقد تزوجت من جنرال، ودخلت عالم السياسة لأول مرة في مسقط رأسها هرجيسا عاصمة أرض الصومال قبل سنوات لكنها فرت إلى مقديشو، وقالت إن الساسة المحليين يعتبرونها تهديداً. وقد أسست فيما بعد حزباً سياسياً، الحزب الوطني الديمقراطي، وارتقت إلى بعض أعلى المناصب في البلاد.