عادت الشرطة الأفغانية إلى الانتشار عند نقاط التفتيش في محيط مطار كابول إلى جانب قوات تابعة لحركة "طالبان"، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة الحركة الإسلامية على البلاد.
كانت الشرطة قد انسحبت من مواقعها خوفاً من ردة فعل "طالبان" عندما اجتاحت الشهر الماضي كابول وأطاحت بالحكومة، لكن عنصرين في الجهاز الأمني قالا في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنهما عادا إلى العمل أمس السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، بعد تلقي اتصالات من قادة في الحركة.
كذلك شوهد اليوم الأحد عناصر من شرطة الحدود، منتشرين في عدة نقاط تفتيش خارج المباني الرئيسية لمطار كابول، بما في ذلك صالة الرحلات الداخلية.
أحد أفراد الشرطة قال في تصريح للوكالة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته "عدت إلى العمل أمس (السبت)، بعد أكثر من أسبوعين من بقائي في المنزل".
قال شرطي آخر: "تلقيت اتصالاً من أحد كبار قادة طالبان طلب مني العودة"، مضيفاً "أمس كان يوماً رائعاً، ونحن سعداء جداً بالعودة للخدمة مرة أخرى".
من جانبه، أكد موظّف بالمطار يتولّى الأمن ويعمل لشركة خاصة، أن شرطة الحدود منتشرة حول المطار منذ يوم السبت، قائلاً "إنهم يتشاركون مهام الأمن مع طالبان".
كانت حركة "طالبان" قد قالت إنّها منحت عفواً عاماً لكل من عمل في الحكومة السابقة، بما في ذلك الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى.
أشار مسؤولون بالحركة أيضاً إلى أنهم يريدون دمج القوى الأخرى، لكنهم لم يوضحوا كيف سيحدث ذلك، أو كيف سيتعاملون مع جهاز أمني قوامه حوالي 600 ألف عنصر.
يأتي ذلك بينما تعمل حركة طالبان التي دخلت كابول بعد هزيمة القوات الحكومية في 15 أغسطس/آب، لإعادة تشغيل مطار العاصمة بمساعدة فنية خليجية.
كان مطار كابول قد تعرّض لأضرار جسيمة خلال عملية الإجلاء لأكثر من 120 ألف شخص، التي طغت عليها الفوضى وانتهت بانسحاب القوات الأمريكية في 30 أغسطس/آب.
بدورها، استأنفت شركة طيران أفغانية رحلاتها الداخلية، الأسبوع الماضي، بينما من المتوقع أن تبدأ الخطوط الجوية الباكستانية الدولية رحلاتها من إسلام آباد إلى كابول في الأيام المقبلة.
تُعد مدينة كابول محط اهتمام كبير لقادة طالبان الحاليين، الذين يحاولون رسم صورة جديدة عن الحركة، وقال قادة في طالبان إنهم يريدون أن يشعر سكان كابول بالأمان، لكنهم يقرون بأن الانهيار السريع للحكومة المدعومة من الغرب فاجأهم، ولم يترك لهم وقتاً للتخطيط لإدارة مدينة يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين نسمة.
يقر قادة بالحركة أيضاً بأن مقاتليهم، الذين لم يختبروا شيئاً تقريباً بخلاف سنوات من الحرب، ليسوا شرطة مدربة على التعامل مع عامة الناس، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
كذلك تقول الحركة إن حكومتها تختلف عن تلك المتشددة التي حكمت البلاد من 1996 إلى 2001، ووعدت بعدم ممارسة العقوبات التعسفية، مشيرة إلى أن الدوريات الأمنية لديها أوامر بمعاملة الناس باحترام.