أثار ظهور زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الأخير تزامناً مع الذكرى الـ20 لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2021، جدلاً واسعاً بين السعوديين، الذي رفضوا بشكل عام ظهوره بـ"الزي السعودي" لأول مرة، في ظل ما تعيشه العلاقات من توتر بين المملكة؛ على وقع اتهامات للحكومة في الرياض بتورطها في الحادثة.
كان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) نشر السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، أول وثيقة متعلقة بتحقيقه حول هجمات سبتمبر/أيلول التي وقعت عام 2001، وذلك بناء على أمر تنفيذي أصدره الرئيس جو بايدن، استجابة لضغوط تعرض لها من أهالي ضحايا الهجمات، بهدف الكشف عما قالوا إنه دور للرياض في الحادثة.
ظهور الظواهري بالزي السعودي في هذه الأيام أثار موجة من الاستهجان بين مغردين سعوديين، مشيرين إلى أن أمير القاعدة مصري الجنسية لم يسبق له أن ظهر بالزي السعودي، بل بالعمامة السوداء أو البيضاء دائماً.
بعضهم وصف ظهوره بالزي السعودي بالتزامن مع رفع السرية عن وثيقة المخابرات بـ"المسرحية الهزلية".
سؤال حول تورط السعودية
السبت، نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الوثيقة الأولى الخاصة بتحقيقاته حول هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والتي بقيت سرية منذ عشرين عاماً، بعد أمر من الرئيس جو بايدن، إثر ضغط من عائلات ضحايا 11 سبتمبر/أيلول.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن بلاده ترحب بنشر الوثائق السرية، وإنها تعاونت مع التحقيقات المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وأضاف أن "السعودية بعيدة كل البعد عن التورط بالهجمات"، وتابع بالقول: "لقد كنا شركاء في مكافحة الإرهاب لعقود ماضية"، مؤكداً أن المملكة شاركت في الكشف عن الحقائق المتعلقة بالهجمات.
الكشف عن الوثائق جاء ذلك عقب قيام مئات من أفراد عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول بتوجيه خطاب، يوم الجمعة 6 أغسطس/آب، إلى الرئيس الأمريكي، مُعلنين فيه معارضتهم لمشاركته هذا العام في مناسبة إحياء ذكرى الضحايا ما لم ينزع السرية عن وثائق حكومية يقولون إنها ستُظهر دعم قادة سعوديين للهجمات.
جاء في هذا الخطاب: "بعد عشرين عاماً، لا يوجد بكل بساطةٍ أي داعٍ، على غرار المزاعم غير المبررة بشأن الأمن القومي أو غيره، لاستمرار بقاء هذه المعلومات تحت غطاء السرية.. لكن إذا خالف الرئيس بايدن التزاماته وانحاز إلى الحكومة السعودية، فسنضطر إلى الاعتراض علناً على أي مشاركة من جانب إدارته في أي احتفال يخص ذكرى 11 سبتمبر/أيلول".
كذلك، طالبوا في خطابهم بـ"تنفيذ سياسة تجاه السعودية توضح أنها يجب أن تعترف بدورها في الهجمات الإرهابية ضد مواطنينا والمقيمين، والتي لم تشمل في السنوات العشرين الماضية أحداث 11 سبتمبر/أيلول فحسب، بل القتل المروع لجمال خاشقجي، وقتل أفراد الخدمة الأمريكية في بينساكولا بفلوريدا، والتوقف فوراً عن دعم الأعمال الإرهابية".
واختتموا خطابهم، بالقول: "لدينا أمل كبير في أن يلتزم الرئيس بايدن على الفور بوعده لنا ثم يقف إلى جانبنا في النصب التذكاري لـ11 سبتمبر/أيلول في مدينة نيويورك، حيث يمكننا معاً تكريم أولئك الذين قُتلوا وأصيبوا، مسلحين بالحقيقة التي استغرقنا 20 عاماً للحصول عليها".
فيما بلغ عدد الموقعين على الخطاب نحو 1700 ممن وقع عليهم تأثير مباشر جراء الهجمات.
يشار إلى أن عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول تسعى منذ زمن طويل، للحصول على وثائق من الحكومة الأمريكية ذات صلة بمسألة ما إذا كانت السعودية ساعدت أو موَّلت أياً من الأشخاص التسعة عشر المرتبطين بـ"القاعدة" والذين نفذوا الهجمات المدمرة على مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون) خارج واشنطن، إضافة إلى سقوط طائرة بحقل في بنسلفانيا. ولاقى ما يقرب من 3000 شخصٍ حتفهم.
كان 15 من الخاطفين التسعة عشر من السعودية. ولم تصل لجنة حكومية أمريكية إلى أي دليل على أن المملكة موَّلت "القاعدة" بشكل مباشر. وتركت السؤال بلا إجابة فيما يتعلق بما إذا كان مسؤولون أفراد قد فعلوا ذلك.
في حين رفعت أُسر ما يقرب من 2500 قتيل، وأكثر من 20 ألف جريح وشركة ومؤسسة تأمين، قضايا تطالب السعودية بمليارات الدولارات.