توصلت إيران ووكالة الطاقة الذرية، الأحد 12 سبتمبر/أيلول 2021، إلى اتفاق ستسمح بموجبه طهران بتركيب بطاقات ذاكرة جديدة في كاميرات المراقبة بالمواقع النووية، وذلك بعد محادثات أجريت اليوم الأحد مع المدير العام للوكالة رافائيل جروسي.
وتهدف هذه المحادثات مع جروسي إلى تهدئة حدة خلاف بين طهران والغرب، في ظل مخاوف من تصاعده وتأثيره على مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
حسب بيان مشترك صادر عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد سلامي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، فإن اللقاء مر في أجواء يسودها الاحترام والثقة المتبادلة
كما أضاف أن الطرفين أكدا في الاجتماع على روح التعاون والثقة المتبادلة واستمرارها، وشددا على ضرورة معالجة القضايا ذات الصلة في جو بناء وبطريقة فنية حصراً.
ولفت البيان إلى أنه تم الاتفاق على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب بطاقات ذاكرة جديدة في كاميرات المراقبة بالمواقع النووية الإيرانية.
هذا، ومن المتوقع أن يعقد جروسي مؤتمراً صحفياً في مطار فيينا في حوالي الساعة 8:30 مساء (1830 بتوقيت غرينتش)، لدى عودته في وقت لاحق اليوم الأحد، حسبما قالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
فيما أبلغت الوكالة الدول الأعضاء الأسبوع الماضي بعدم إحراز تقدم في قضيتين مركزيتين، وهما تفسير وجود آثار لليورانيوم في عدد من المواقع القديمة التي لم يُعلن عنها، والموافقة على دخول عاجل لبعض معدات المراقبة حتى يمكن للوكالة مواصلة مراقبة أجزاء من البرنامج النووي الإيراني بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
هذا الاتفاق يأتي بعد أيام من توجيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقادات علنية لإيران، بسبب رفض طهران التعاون في تحقيق تجريه حول أنشطة سابقة وتعريض أعمال المراقبة المهمة فيها للخطر.
فقد قالت الوكالة في تقريرين للدول الأعضاء راجعتهما رويترز، إنه لم يتحقق تقدم في قضيتين رئيسيتين، هما تفسير آثار اليورانيوم التي عُثر عليها العام الماضي وقبله في العديد من المواقع القديمة وغير المعلنة، والوصول على وجه السرعة لبعض معدات المراقبة، حتى تتمكن الوكالة من مواصلة تتبع أجزاء برنامج إيران النووي.
وبينما يجري التحقيق في آثار اليورانيوم منذ أكثر من عام، يقول دبلوماسيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حاجة ماسة للوصول إلى المعدات اللازمة لاستبدال بطاقات الذاكرة، حتى لا تصبح هناك ثغرات في مراقبتها لأنشطة مثل إنتاج أجزاء أجهزة الطرد المركزي، وهي آلات تتولى تخصيب اليورانيوم.
وبدون تلك المراقبة وما يسمى استمرارية المعرفة، يمكن لإيران أن تنتج وتخفي كميات غير معلومة من هذه المعدات التي يمكن استخدامها لصنع أسلحة أو وقود لمحطات الطاقة.
إذ جاء في أحد التقريرين: "ثقة الوكالة في قدرتها على الحفاظ على استمرارية المعرفة تتراجع بمرور الوقت، وقد تراجعت الآن تراجعاً كبيراً"، موضحاً أنه بينما تحتاج الوكالة للوصول إلى المعدات كل ثلاثة أشهر فإنها لم تصل لها منذ 25 مايو/أيار. وقال التقرير: "هذه الثقة ستستمر في التراجع ما لم تصحح إيران الوضع على الفور".
وقال دبلوماسي كبير لرويترز إن ثقة الوكالة بأن المعدات ما زالت تعمل بشكل مناسب تتراجع سريعاً بعد ثلاثة أشهر، وإنه بينما يجب أن تستمر بطاقات الذاكرة في العمل لفترة أطول قليلاً فإن المفتشين في حاجة للوصول لها على وجه السرعة.