نقلت مصادر إعلامية إسرائيلية الجمعة 10 سبتمبر/أيلول 2021، بعض التفاصيل الأولية لاعتقال الأسيرين يعقوب قادر ومحمد العارضة اللذين تحررا من سجن جلبوع عبر نفق مع أربعة آخرين الإثنين الماضي، ولكنها قوبلت بتشكيك كبير بين الفلسطينيين عبر مواقع التواصل.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان سلطات الاحتلال القبض على الأسيرين المحررين اللذين استطاعا مع أربعة آخرين الفرار من سجن جلبوع عبر نفق، ونشر صور وفيديوهات لاعتقالهما.
"كانا يبحثان عن طعام!"
قناة (12) الإسرائيلية ادعت أنّ الأسيرين الفارين "ضُبطا أثناء بحثهما عن طعام في سلال قمامة في المنطقة؛ ما أثار اشتباه المواطنين الإسرائيليين".
كما زعمت القناة أن الأسيرين "طلبا الطعام من سكان المنطقة، لكنهما فعلا ذلك وهما يخفيان وجهيهما، وذلك أثار الشكوك، ليبلغ السكان الشرطة عنهما".
فيما قالت القناة 13 الإسرائيلية إن الأسيرين قد توجها إلى عائلة عربية في الناصرة لطلب الطعام ولكنها رفضت وأبلغت عنهما الشرطة.
تشكيك فلسطيني
الرواية الإسرائيلية قوبلت بتشكيك كبير في الساحة الفلسطينية، حيث عبر ناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ناشطون وإعلاميون أشاروا إلى أن الصور التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تظهر الأسيرين المحررين في ملابس غير ملابس السجن التي خرجوا بها، وهو ما يؤكد تلقيهم مساعدة آخرين في الوصول لكل ما يحتاجونه من مأكل وملبس، وليسوا بحاجة للبحث والسؤال، في تفنيد للرواية الإسرائيلية.
نقاط كثيرة أشار لها الناشطون كظهور الأسيرين في الصور حليقي اللحية، وكذلك تأكيدات سابقة إسرائيلية من أن مركبة كانت بانتظار الأسرى الستة لحظة خروجهم من النفق، وهو ما يعزز فرضية تلقيهم مساعدات تكفي سداد حاجياتهم.
ناشطون أكدوا كذلك أن الاحتلال يريد توصيل رسائل محددة، منها ضرب الروح المعنوية للأسرى وذويهم، وللشعب الفلسطيني، وكذلك ضرب العلاقة بين الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية، والتي شهدت حالة من التوحد في هبة القدس والأقصى مايو/أيار الماضي، مع أحداث اقتحام المسجد الأقصى والشيخ جراح والعدوان على غزة.
فيما أكد ناشطون من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت بكثافة وبشكل واسع صور الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادر عقب اعتقالهما في محاولة للتقليل من وقع الهزيمة المعنوية التي هزت "إسرائيل" وقيادتها عقب نجاحهم في الفرار من أشد السجون حراسة.
نادي الأسير يحذر
من جانبه، حذر نادي الأسير الفلسطيني، إسرائيل وحمَّلها المسؤولية عن أي أذى يلحق بالأسيرين الفلسطينيين اللذين أعيد اعتقالهما.
وقال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني: "نحمِّل الاحتلال المسؤولية عن أي أذى يمكن أن يقع بحق الأسيرين اللذين تمت إعادة اعتقالهما"، داعياً الصليب الأحمر الدولي على وجه الخصوص لأن يزور هذين الأسيرين، وأن يطمئن أنهما لا يخضعان لتحقيق يتخلله تعذيب جسدي.
وأشار فارس إلى أن الأسيرين "سيخضعان لتحقيق قاسٍ، لأن إسرائيل لديها مئات الأسئلة وتريد إجابات سريعة عليها".
وما زالت حادثة نجاح ستة أسرى بالفرار عبر نفق من سجن جلبوع المحصن تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي شددت السلطات الإسرائيلية إجراءاتها على بقية الأسرى في السجون، ما أشعل احتجاجات داخل السجون وخارجها.
الأسرى الستة بينهم القيادي بكتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي، أما البقية فينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، وهم مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله العارضة.
ومنذ 5 أيام تنصب القوات الإسرائيلية حواجز في كافة أنحاء الضفة الغربية وداخل إسرائيل من الجليل شمالاً وحتى النقب، محاولة البحث عن الأسرى المحررين، في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن أنه لا توجد لدى أجهزة الأمن أدنى فكرة حتى الآن حول مكان تواجد الأسرى الستة، أو من تبقى منهم الآن.
وتشير تقديرات أمنية إلى أنهم تفرقوا وأن قسماً منهم دخل إلى الضفة والقسم الآخر لا يزال داخل إسرائيل.