أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار على شاب فلسطيني، الجمعة 10 سبتمبر/أيلول 2021، بعد أن قالت إنه طعن شرطياً بالبلدة القديمة من مدينة القدس، ليستشهد بعد ذلك متأثراً بجراحه، بعد ساعات من اقتحام قواتها المسجد عقب صلاة الجمعة لقمع المصلين الذين هتفوا دعماً للأسرى.
تزامن ذلك مع مظاهرات دعماً للأسرى بالضفة الغربية دعت لها الفصائل الفلسطينية؛ بعد أن شنت سلطات الاحتلال عليهم حملة قمع وتنكيل عقب نجاح 6 أسرى في الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي الإثنين الماضي.
عملية طعن في القدس
من جانبها، قالت شرطة الاحتلال في بيان إن رجلاً فلسطينياً حاول طعن ضابط شرطة إسرائيلي، فيما ادعت أنه "تم إطلاق النار على الشاب، واعتقاله على الفور".
في البيان قالت الشرطة إن "الضابط أصيب بجروح طفيفة"، فيما لم توضح طبيعة الحالة الصحية للرجل الفلسطيني المصاب؛ لكنّ صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، قالت على موقعها الإلكتروني، إن إصابته "خطيرة".
في وقت لاحق، أعلن مستشفى إسرائيلي استشهاد الفلسطيني الذي أصيب برصاص قوات الاحتلال.
بدورها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية (رسمية)، أن "الشهيد يدعى حازم الجولاني وهو طبيب جراح".
في سياق متصل أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي دهمت منزل الشهيد جولاني في بلدة شعفاط شماليّ القدس المحتلة، واعتقلت شقيقيه وولديه"
مظاهرات في الضفة ومسيرة بالأقصى
قبل حادث الطعن بساعات قليلة، اقتحمت قوات حاشدة من الاحتلال ساحات المسجد الأقصى لتفريق مسيرة تجمعت بعد صلاة الجمعة هتفت نصرة للأسرى.
فيما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن 40 فلسطينياً أصيبوا بجراح وبحالات اختناق، الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرات منددة بالإجراءات بحق الأسرى في الضفة الغربية.
وأوضح البيان أن بين الإصابات 6 بالرصاص المعدني، و30 بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إصابة بالسقوط، وواحدة بقنبلة غاز بشكل مباشر، واثنتين بالإغماء.
يأتي ذلك بعد أن شهدت عدة مواقع بالضفة الغربية، وقفات ومسيرات؛ تضامناً مع الأسرى، تحول بعضها إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
فيما استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، والمعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين.
ورصد مراسل الأناضول، 7 نقاط مواجهة هي "بلدات بيتا، وبيت دجن، وبرقة"، في نابلس، وكفر قدوم شرقي قلقيلية (شمال)، والمدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة (وسط)، وبلدة بيت أمر شمالي الخليل، وحي باب الزاوية وسط الخليل (جنوب).
كانت فصائل فلسطينية، قد دعت إلى اعتبار الجمعة "يوم غضب" ضد الاحتلال بسبب انتهاكاته بحق المعتقلين، بعد فرار 6 أسرى من سجن جلبوع.
مسيرة في غزة
في غزة، أدى فلسطينيون، صلاة الجمعة، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تضامناً مع الأسرى في السجون الإسرائيلية.
خلال خطبة الجمعة، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام "لم ينجح السجن في قتل الروح والإرادة لدى الثوار والأحرار"، وأضاف إن "عين الله ترعى الأحرار والثوار، حتى لو كانوا في الزنازين والأقبية".
وعدّ عزام خلال الخطبة عملية فرار 6 من الأسرى من سجن جلبوع، دليلاً على "فشل السجان في قهر وقتل إرادة الأسرى".
وقال إن "العملية البطولية، هي رسالةً للمطبعين للتوقف عن ذلك المسار الخاطئ".
الهروب من سجن جلبوع
وما زالت حادثة نجاح ستة أسرى بالفرار عبر نفق من سجن جلبوع المحصن تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية، في ظل عجز سلطات الاحتلال عن العثور عليهم مجدداً، أو تبين دلائل مثبتة لأماكن تواجدهم، فيما شددت إجراءاتها على بقية الأسرى في السجون، ما أشعل احتجاجات داخل السجون وخارجها.
الأسرى الستة بينهم القيادي بكتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي، أما البقية فينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، وهم مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله العارضة.
حيث أكد نادي الأسير الفلسطيني، الأربعاء، أن سلطات الاحتلال أقدمت على فرض جملة من الإجراءات، تمثلت في عمليات قمع وتفتيش، ونقل لأسرى حركة الجهاد الإسلامي، حيث ينتمي معظم الناجحين في الفرار.
أضاف النادي أن قوات الاحتلال أقدمت على إغلاق كافة أقسام الأسرى بالسجون، وتقليص مدة الفورة، وإغلاق المرافق كالمغسلة، وحرمانهم من (الكانتين/متجر)، وأعلنت تهديداتها بفرض مزيد من الإجراءات.
من جانبهم، أقدم الأسرى على إشعال النار في زنازينهم، بسجنَي "النقب" و"رامون" (جنوب)، رداً على إجراءات عقابية تمارسها سلطات السجون الإسرائيلية بحقهم.
فقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر مسؤول- لم تسمه- في مصلحة السجون الإسرائيلية، قوله إن 7 من أصل 12 زنزانة، تضم سجناء حركة "الجهاد الإسلامي" في معتقل "كتسيعوت" (النقب)، قد أُضرمت فيها النيران.
بدورها، دعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة لمنظمة التحرير)، في بيان، إلى إنقاذ الأسرى الفلسطينيين من القمع الإسرائيلي.
حيث طالبت الهيئة المجتمع الدولي بـ"وضع حد للنازية الإسرائيلية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال ووحدات القمع في هذه اللحظات بسجن النقب الصحراوي".