حكومة لبنان ترى النور أخيراً! تضم 24 وزيراً، وعون وميقاتي يوقعان على مرسوم تشكيلها

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/10 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/10 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش
الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب/ رويترز

أخيراً وبعد طول انتظار استمر لأكثر من سنة، سيكون اللبنانيون على موعد مع التعرف على حكومتهم الجديدة، إثر محاولتين فاشلتين واعتذار رئيسين مكلفين في فترة تميزت بمشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية واجهها اللبنانيون بالخروج للشارع للاحتجاج.

فقد أُعلن الجمعة 10 سبتمبر/أيلول 2021، تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة إثر لقاء جمع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وكشفت مصادر رسمية أنهما وقعا مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري.

الرئيس اللبناني كان قد كلّف ميقاتي (65 عاماً)، رجل الأعمال الثري المتحدر من مدينة طرابلس (شمالاً) بتشكيل الحكومة في 26 يوليو/تموز الماضي، بعد اعتذار الزعيم السني سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، بعد تسعة أشهر من تكليفه عن عدم تشكيلها جراء خلافات حادة مع عون.

بينما قالت وكالة الأناضول إن الحكومة اللبنانية الجديدة مؤلفة من 24 وزيراً، موقع "لبنان 24" الإلكتروني، التابع لميقاتي، نقل عن رئيس الحكومة المكلف قوله، في وقت سابق الجمعة: "سبق وقلت إنني لا أشكّل حكومة، بل وضعت فريق عمل في خدمة لبنان".

رداً على تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية عن أن فريق عون يحظى بأكثرية في الصيغة المقترحة، جزم ميقاتي بأنه "لا ثلث معطلاً واضحاً أو مستتراً لأي فريق في الحكومة الجديدة".

عام دون حكومة في لبنان

خلال الأسابيع الماضية، سبقت أجواء إيجابية لقاءات عدة جمعت الرجلين، قبل أن تحول عقبات برزت في اللحظات الأخيرة دون تشكيل الحكومة.

يأتي ذلك بعد أكثر من عام على استقالة حكومة حسان دياب، بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت المروع في 4 أغسطس/آب 2020، وخلافات على تقاسم المقاعد الوزارية بين القوى الرئيسية. 

تعمقت، خلال هذه الفترة، الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي بدأت معالمها صيف عام 2019، وبات معها 78% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

حالت خلافات على شكل الحكومة وتوزيع المقاعد بين القوى الرئيسية دون ولادتها خلال الأشهر الماضية، رغم محاولتين سابقتين لتأليفها منذ انفجار المرفأ الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500، ودمر أحياء في المدينة.

إعلان الحكومة لن يساعد الاقتصاد

البنك الدولي، الذي قاس انكماش الناتج المحلي الإجمالي للفرد -الذي انخفض بنحو 40% من 2018 إلى 2020- والوقت المُقدَّر الذي قد يستغرقه لبنان للتعافي، في مايو/أيار، قال إن الأزمة الاقتصادية في البلاد يمكن أن تُصنَّف ضمن المراكز الثلاثة الأولى في العالم خلال الأعوام الـ150 الماضية.

علَّق مايك أزار، خبير تمويل الديون الذي قدم المشورة للوكالات الحكومية الأمريكية: "في مرحلة ما، تصبح الأزمة سيئة للغاية حتى إنَّ اللَّبِنَات الأساسية للانتعاش تختفي. لن تعود أبداً إلى نوع الاقتصاد الذي كان لديك من قبل".

في حين أنَّ العديد من الأزمات الاقتصادية تنبع من الحروب والكوارث الطبيعية، أو الوباء في الآونة الأخيرة، يكشف انهيار لبنان عن قدرة الحكومة التي لا حدود لها على إلحاق الضرر بنفسها.

حتى الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، واستيعاب ملايين اللاجئين من الدول المجاورة، والصراعات المتكررة مع إسرائيل، والاغتيالات السياسية، لم تتمكن من تدمير البلاد بهذه الطريقة.

يُصنِّف البنك الدولي أزمة لبنان على أنها أسوأ من أزمة اليونان في عام 2008، التي تسبَّبت في تشريد عشرات الآلاف من الأشخاص وسنوات من الاضطرابات الاجتماعية، وكذلك أكثر حدة من أزمة عام 2001 في الأرجنتين، التي أثارت أيضاً اضطرابات واسعة النطاق.

لبنان قد يستغرق 19 عاماً للتعافي 

اعتماداً على تعامل لبنان مع الأزمة، قال البنك الدولي إنَّ الدولة يمكنها أن تحتل المرتبة التالية مباشرة بعد تشيلي، التي استغرقت 16 عاماً للتعافي من انهيارها عام 1926. إذ يُقدِّر البنك أنَّ لبنان قد يستغرق ما بين 12 و19 عاماً للتعافي.

يمكن إرجاع أصل أزمة لبنان إلى نظامه المصرفي، الذي انزلق إلى الإفلاس في عام 2019 عندما انهارت سياسة البلاد المتمثلة في ربط عملتها بالدولار الأمريكي. وبعد سنوات من فقدان مصادر الدولارات التي استخدمها لبنان لدعم عملته، أغلقت البنوك أبوابها لمدة أسبوعين خلال موجة من الاحتجاجات. لكن جاء الإغلاق بنتائج عكسية؛ فقد دفع الجمهور إلى التهافت عليها؛ ما أدى بعد ذلك إلى إغلاق مَنَع المودعين من الوصول لحساباتهم.

أدى الانفجار الهائل في ميناء بيروت قبل عام إلى تسريع انهيار لبنان. وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 200 شخص، وتسبَّب في أضرار تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار، وفقاً لتقدير محافظ بيروت.

يلقي كثير من اللبنانيين باللوم على الأحزاب السياسية في البلاد لرفضها الإصلاح وقيادة البلاد إلى الخراب المالي. وقد عززت أقوى هذه المكونات، حزب الله، الخدمات الاجتماعية لمساعدة الناس على التعامل مع الأزمة والحفاظ على مكانتها. وكان زعيم الحزب حسن نصر الله قد دعا رجاله إلى شن "جهاد زراعي" والبدء في زراعة المحاصيل على نوافذهم وشرفاتهم لتجنب الجوع.

تحميل المزيد