أعلنت أسرة النائب الأول للرئيس الأفغاني السابق، أمر الله صالح، الذي أصبح واحداً من قادة قوات المعارضة المناهضة لطالبان في وادي بنجشير، الجمعة 10 سبتمبر/أيلول 2021، أن الحركة قامت بإعدام شقيقه، ورفضت السماح لهم بدفنه، بينما نفت الحركة تلك الأقوال، مؤكدة أنه قُتل خلال القتال السابق في بنجشير.
حيث قال عباد الله صالح، نجل شقيق نائب الرئيس الأفغاني السابق، في رسالة نصية إلى وكالة رويترز، إن "طالبان أعدمت عمي (روح الله صالح).. قتلوه بالأمس (الخميس)، ولا يسمحون لنا بدفنه. ظلوا يقولون إن جسده يجب أن يتعفن".
في المقابل، ذكر الجهاز الإعلامي لـ"الإمارة" التابع لطالبان والناطق باللغة الأردية أنه "وفقاً للتقارير" فإن روح الله لقي مصرعه خلال القتال في بنجشير الذي تحصَّنت فيه القوات التي تعارضها منذ سيطرة الحركة على كابول، والذي كان يعدّ آخر إقليم صامد ضدها في البلاد.
يشار إلى أن صالح، وهو قائد سابق للمديرية الوطنية للأمن وهي جهاز مخابرات الحكومة الأفغانية التي كانت مدعومة من الغرب وانهارت الشهر الماضي، طليق رغم أن مكانه الدقيق لا يزال غير واضح.
"الرئيس الشرعي!"
كان صالح قد أعلن، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أنه لا يزال موجوداً داخل أفغانستان، وأنه "الرئيس الشرعي المؤقت" للبلاد بعد فرار الرئيس أشرف غني إلى الخارج، مع سيطرة مقاتلي حركة طالبان على العاصمة كابول، داعياً للانضمام لـ"المقاومة ضد طالبان".
صالح استند حينها إلى ما وصفه بالنص الصريح في دستور جمهورية أفغانستان الإسلامية؛ ففي حالة غياب الرئيس أو هروبه أو وفاته يكون النائب الأول للرئيس هو القائم بأعمال الرئيس، مضيفاً: "أنا داخل الدولة الآن، وأنا مسؤول دستورياً وشرعياً عن هذا المنصب"، منوهاً إلى أنه يتشاور مع جميع من وصفهم بـ"قادة البلاد" من أجل تعزيز هذا الموقف.
لكن لاحقاً أكدت حركة طالبان، الأحد 5 سبتمبر/أيلول 2021، أن قواتها دخلت عاصمة إقليم بنجشير، وسيطرت على هذا الوادي بشكل كامل.
كانت جبهة المقاومة في أفغانستان، التي تضم قوات من المعارضة موالية للزعيم المحلي في الإقليم أحمد مسعود، قد تعهدت بمواصلة مناوأة طالبان حتى بعد سقوط بازاراك عاصمة الإقليم.
يذكر أن وادي بنجشير يعدّ منطقة جبلية وعرة، وما زال يعج بهياكل المدرعات السوفييتية التي دُمرت في معارك فاشلة لغزوه، وأثبت عبر العقود صعوبة السيطرة عليه؛ خاصة أنه كان تحت قيادة الراحل أحمد شاه مسعود الذي قاوم الجيش السوفييتي الغازي وحكومة طالبان السابقة التي حكمت أفغانستان في الفترة بين 1996 و2001.
جدير بالذكر أن حركة طالبان سيطرت على أفغانستان، خلال 10 أيام، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل نهاية أغسطس/آب الماضي.