نفذت وحدات إسرائيلية خاصة، فجر الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول 2021، عملية اقتحام وتنكيل بأسرى فلسطينيين في سجن جلبوع، الذي شهد عملية فرار 6 معتقلين، بينما تراجعت سلطات الاحتلال عن ترحيل الأسرى بعد تهديدهم بالتصعيد.
كان فرار 6 معتقلين من سجن جلبوع قد تسبب بصدمة واسعة في المستويات الأمنية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية، وتقول سلطة السجون الإسرائيلية إن الأسرى استخدموا نفقاً من فتحة في زنزانتهم للخروج من السجن.
إذ قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي، إن وحدات خاصة إسرائيلية قد اقتحمت قسم 3 بسجن جلبوع، ونكّلت بالأسرى وشرعت بعملية نقل عدد منهم إلى سجن "شطة".
كما أوضح نادي الأسير أن العقوبات الجديدة جاءت بعد أن سكب معتقل فلسطيني، يدعى مالك حامد، الماء الساخن على أحد السجانين في سجن جلبوع، رداً على عمليات التنكيل التي تنفذها القوات. وأوضح النادي أن حالة من التوتر تسود في السجن.
الاحتلال يتراجع عن ترحيل الأسرى
بينما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلاً عن إدارة سجون الاحتلال: "امتنعنا عن تفريق أسرى الجهاد في معتقل عوفر إثر تهديدهم بحرق زنازينهم ومخالفة التعليمات ومهاجمة الحراس"، في حال نقلهم إلى سجون أخرى.
كما أضافت الصحيفة أنه بعد مرور أكثر من 48 ساعة منذ أن هرب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع، وعلى الرغم من جهود البحث المكثفة التي تبذلها الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) ، لم يتم إحراز أي تقدم.
كما استجوب جهاز الأمن العام (الشاباك) بعض الأسرى الذين يعتبرون شخصيات بارزة في الجهاد الإسلامي في محاولة لمعرفة ما إذا كانوا على علم بخطة الأسرى للفرار من جلبوع.
بعد وقت قصير من هروب الستة، قررت مفوضة مصلحة السجون كاتي بيري أنه سيتم فصل حوالي 400 أسير ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي من جميع السجون الإسرائيلية، ووضعهم في مرافق أمنية مشددة مختلفة.
الصحيفة أشارت إلى أن الغرض من هذه الخطوة كان هو إيواء سجين واحد فقط من حركة الجهاد الإسلامي في أي زنزانة معينة.
حملة اعتقالات بين عائلات الأسرى
فيما كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، الأربعاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت حملة اعتقالات في صفوف عائلات الأسرى الستة الذين تمكنوا من الهرب الإثنين الماضي بعملية نفق الحرية من سجن جلبوع.
المكتب قال إن 20 دورية من قوات الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد واعتقلت يعقوب نفيعات والد الأسير المحرر مناضل نفيعات جنوب جنين، كما اعتقلت رداد العارضة شقيق الأسير محمود العارضة، وباسم قاسم العارضة شقيق الأسير محمد قاسم العارضة، ونضال العارضة من أقربائهما.
يأتي هذا في وقت تعيش فيه المؤسسة الأمنية لتل أبيب ارتباكاً بعد يومين من هروب الأسرى دون أن تعثر على أثر لهم، وتحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي حل لغز عملية "نفق الحرية".
حيث رجحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، أن يكون الأسرى الفلسطينيون الستة الذين فروا في سجن "جلبوع" شديد الحراسة في إسرائيل قد غادروا بالفعل الأراضي المحتلة، وتوجهوا صوب الأردن، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال محاولاتها من أجل تقفي آثارهم والعثور عليهم.