جنود أفغان درَّبهم “الناتو” غيَّروا ولاءهم ويقاتلون الآن مع طالبان! استخدامهم لتقنيات عسكرية “غربية” كشفهم

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/08 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/08 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
صورة لعناصر من طالبان - رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول 2021، إن جنوداً أفغاناً درَّبهم البريطانيون والأمريكيون يُعتقد أنهم غيَّروا ولاءهم ويقاتلون الآن مع طالبان، وفقاً لمصادر في الجيش البريطاني.

يأتي الكشف عن ذلك بعد أن فحص ضباط بريطانيون الصور التي ظهرت لعمليات طالبان العسكرية في الأيام الماضية، ومنها المعركة الأخيرة للسيطرة على ولاية بنجشير، آخر معاقل المعارضة الأفغانية التي كان يقودها أحمد مسعود.

تقنيات عسكرية تدرسها دول الناتو

أشار الضباط البريطانيون  إلى أن مقاتلي طالبان استخدموا تقنيات وتكتيكات عسكرية تدرِّسها دول الناتو، وعن طريقها استطاع هؤلاء الضباط فرز المقاتلين الذين تلقوا تدريبات عسكرية غربية عن أولئك الذين لم تدربهم قوات غربية.

على سبيل المثال، لفت مصدر عسكري بريطاني إلى تقنية "الإصبع المستقيم" على حلقة حارس الزناد أثناء حمل المقاتل لسلاحه، بوصفها مؤشراً على تلقي بعض هؤلاء المقاتلين لتدريبات عسكرية غربية.

كما قال المصدر: "هذا أحد تدريبات السلامة لدينا"، ومن ثم إذا استخدم هؤلاء المقاتلون تقنيات من هذا النوع فعندئذ "نعرف مباشرة أنهم رجالنا"، فهم يختلفون عن مقاتلي طالبان التقليديين الذين يحملون أسلحة "الإيه كي 47" AK47s الآلية بـ"طريقة عشوائية"، على حد تعبيره.

من جهة أخرى لا يوجد تأكيد رسمي حتى الآن للمزاعم بأن قوات أفغانية دربها بريطانيون قد غيَّرت ولاءها.

من بينهم مقاتلون دربتهم بريطانيا

مع ذلك، تقول مصادر إن الجنود الأفغان السابقين ربما لم يعد لديهم خيار سوى حمل السلاح والقتال إلى جانب طالبان، بعد انسحاب قوات الناتو من البلاد الشهر الماضي، أو مواجهة السجن أو القتل.

قال المصدر العسكري البريطاني: "الكل يتقلب بين الجانبين، المرء يتقلب على الجانب الآخر حتى تضمن ألا يُتخلَّص منك".

كما قالت المصادر البريطانية إن اعتقادها بأن مقاتلين دربتهم المملكة المتحدة كانوا بين مقاتلي طالبان في المعارك الأخيرة كان جزءاً من الأسباب التي أرجعوا إليها "أن المقاتلين لم يقتلوا عدداً كبيراً من الناس" في وادي بنجشير.

أضافوا: "إنهم ليسوا هؤلاء المقاتلين البدائيين الذين جاءوا من مجاهل الجبال في التسعينيات"، مشيرين إلى أن المقاتلين الحاليين كانوا أكثر تغرباً في أساليبهم من ذي قبل ويستخدمون هواتف ذكية.

على النحو نفسه، قال مصدر عسكري سابق فحصَ الصور الأخيرة: "طالبان الثانية في نسختها الجديدة، كما يُطلق عليها، تستخدم تقنيات انضباط الأصابع. فالعادة أن تحمل القوة غير المدربة أسلحتها بطريقة عشوائية، لكن إذا كانت يدك خلف قبضة المسدس وإصبعك منبسطاً فوق واقي الزناد فلن تطلق الرصاص في الفراغ، ولن يحملك شخص على إطلاقه بالخطأ أيضاً".

لكن هناك من يشكك في هذه الرواية

مع ذلك طعن مصدر آخر في هذا الادعاء، وقال إن أي قوة عسكرية "مؤهلة" ستتلقى تدريبات للتعامل مع أسلحتها بهذه الطريقة.

قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "ليس لدينا دليل يدعم التقارير التي تزعم بأن قوات أمن أفغانية سابقة تلقت تدريبات عسكرية غربية قد انضمت الآن إلى طالبان".

كان ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، قال إن "القوات الأفغانية السابقة المؤهلة والمحترفة ينبغي أن يُعاد تجنيدها" والاستعانة بها في النظام الجديد. وأشار إلى أن ذلك سيجري ضمن "إجراءات معينة"، لكنه لم يوضح ما قد ينطوي عليه ذلك.

من جانبها، قالت باربرا كليمان، وهي محللة استخباراتية في شركة Dragonfly المتخصصة في الاستخبارات الأمنية، إنها خلُصت إلى أن هناك "احتمالاً معقولاً" بأن بعض الجنود الأفغان قد انضموا إلى طالبان.

أشارت باربرا إلى أن "أسباباً عديدة قد تدفع بعض الجنود للانضمام إلى طالبان، منها علاقاتهم السابقة بالحركة، إضافة إلى الحوافز الاقتصادية وحتى السلامة الشخصية أو العائلية، إذا أيقنوا بالهزيمة الوشيكة للقوات الحكومية".

تحميل المزيد