تبدأ العاصمة الفرنسية باريس، الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول 2021، محاكمة عشرين متهماً في اعتداءات 2015، التي أدّت لمقتل 130 شخصاً وجرح أكثر من 350 آخرين، حيث سيتم الاستماع خلال هذه المحاكمة التاريخية التي ستدوم أشهراً عدة، إلى شهادات نحو 1800 شخص من ضحايا وأقرباء قتلى وجرحى وناجين من الاعتداءات.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن المحاكمة التي وُصفت بـ"محاكمة القرن" ستدوم 9 أشهر، يجري فيها الاستماع إلى شهادات نحو 1800 شخص من ضحايا وأقرباء قتلى وجرحى وناجين من الهجمات الدموية التي خلفت 130 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً.
فيما سيمثل أمام القضاء 20 متهماً، من بينهم صلاح عبد السلام، الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من بين الأشخاص الذين خططوا لهذه الاعتداءات، التي تبنّاها تنظيم "داعش".
ويتوقع أن تستمر محاكمة المتهمين حتى شهر مايو/أيار 2022، من قبل المحكمة الجنائية المشكّلة من 3 وكلاء للجمهورية، و4 مساعدين لرئيس المحكمة. فيما ستجري المداولات تحت حراسة أمنية مشددة، إذ سيتم نشر عدد كبير من رجال الأمن قرب المحكمة وبداخلها، لضمان السير الحسن للأشغال التي ستجري في قاعة كبيرة بُنيت خصيصاً لهذا الغرض.
ملعب استاد دو فرانس
في مساء الجمعة ذاك (13 نوفمبر/تشرين الثاني)، كان الرئيس الفرنسي حينها فرانسوا هولاند يشاهد مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا في ملعب "استاد دو فرانس" في سان دوني بشمال باريس، حين دوّى انفجار قوي قبيل الساعة 21,20، أثار الخوف بين المشاهدين الثمانين ألفاً.
وبعد أربع دقائق، دوّى انفجار ثانٍ تأكد معه أنه هجوم إرهابي، وكان ثلاثة انتحاريين قد فجّروا أنفسهم عند مداخل الملعب وقتل سائق حافلة على مقربة.
وأُخرج هولاند بتكتم من الملعب، لكنه أعطى تعليمات بمواصلة المباراة تفادياً لحصول تدافع وحركة ذعر بين المشجعين الذين تم احتجازهم لفترة طويلة داخل الملعب.
في هذه الأثناء، قامت وحدة مسلحة من ثلاثة عناصر في سيارة بإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة على شرفات مقاهٍ ومطاعم مكتظة في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في شرق باريس، ما أدى إلى سقوط 39 قتيلاً في غضون نصف ساعة.
وبدأ إطلاق النار في الساعة 21,25، مستهدفاً مطعم "لو بوتي كامبودج"، وحانة "لو ساندريون" قرب قناة سان مارتان، ثم الحانة "آ لا بون بيار"، ومطعم البيتزا "كاسا نوسترا"، والحانة "لا بيل إيكيب". وفي نهاية المطاف فجّر أحد المهاجمين نفسه في مقهى "كونتوار فولتير"، متسبباً في وقوع عدة جرحى.
على بعد كيلومترين من هناك، كانت فرقة الروك الأمريكية "إيغلز أوف ديث ميتال" تقيم حفلة بحضور 1500 شخص في مسرح باتاكلان.
وعند الساعة 21,40 اقتحمت مجموعة ثالثة المسرح وفتحت النار على الجمهور، في مجزرة استمرت أكثر من ثلاث ساعات، وأوقعت 90 قتيلاً.
وروى أحد الناجين البالغ 24 عاماً عند وقوع الهجوم "رأيت أشخاصاً يتهاوون مثل حقل من القمح في الريح. التفتّ فرأيت مسلحين يطلقان النار على من كان يتحرك… فارتميت أرضاً مع الجميع".
وتمكن بعض المشاهدين من الفرار، فيما اختبأ آخرون على السطح أو داخل السقيفة، وتظاهر مشاهدون مذعورون بالموت فارتموا بين الجثث بدون حراك.
وقبيل الساعة 22,00 دخل مفوض في الشرطة إلى القاعة، وقتل مهاجماً انفجر حزامه الناسف.
وكان المهاجمان الآخران يحتجزان في تلك الأثناء حوالي 12 رهينة في الطابق العلوي.
وقتل المهاجمان حين اقتحمت القوات الخاصة المكان في الساعة 00,18، وفجر أحدهما حزامه الناسف.