كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول 2021، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت حملة اعتقالات في صفوف عائلات الأسرى الستة الذين تمكنوا من الهرب الإثنين الماضي بعملية نفق الحرية.
المكتب قال إن 20 دورية من قوات الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد واعتقلت يعقوب نفيعات والد الأسير المحرر مناضل نفيعات جنوب جنين، كما اعتقلت رداد العارضة شقيق الأسير محمود العارضة، وباسم قاسم العارضة شقيق الأسير محمد قاسم العارضة، ونضال العارضة من أقربائهما.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة كلاب بوليسية أعمال تمشيط وتفتيش في عدة مناطق قرب الجدار الفاصل بمحيط قرى تتبع لبلدة يعبد جنوب غرب جنين، تزامناً مع تحليق طيران الاستطلاع.
ارتباك لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
ويأتي هذا في وقت تعيش فيه المؤسسة الأمنية لتل أبيب ارتباكاً بعد يومين من هروب الأسرى دون أن تعثر على أثر لهم، وتحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي حل لغز عملية "نفق الحرية"، حيث رجحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، أن يكون الأسرى الفلسطينيون الستة الذين فروا في سجن "جلبوع" شديد الحراسة في إسرائيل قد غادروا بالفعل الأراضي المحتلة، وتوجهوا صوب الأردن، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال محاولاتها من أجل تقفي أثرهم والعثور عليهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم إن عمليات التمشيط والبحث ما زالت سارية خاصة في شمال فلسطين، لكنه أقر بأنها "ما زالت بدون جدوى" لحدود الآن.
المصادر نفسها أكدت تخوف سلطات الاحتلال من عمليات فدائية يقوم بها الأسرى الستة الفارون، ما جعلهم يصنفون على أساس أنهم يشكلون خطراً "عالياً"، كما أن هناك مخاوف من حدوث اشتباكات بين الفلسطينيين في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، حيث ينحدر الأسرى، وقوات الاحتلال، نتيجة لعمليات البحث.
وما زاد من هذه المخاوف، حسب المصادر نفسها، هو تهديد فصائل المقاومة الفلسطينية من أي مساس بالسلامة الجسدية للأسرى الستة، وتلويحهم بالتصعيد، في حال أي خطوات انتقامية ضد الأسرى داخل السجون.
إلى جانب ذلك، فإن هناك مخاوف من تشجيع عملية الهروب المقاومين على القيام بعمليات فدائية جديدة سواء في الضفة الغربية أو القطاع، وهو الأمر الذي وضع الاحتلال في حالة "التأهب القصوى".
الهروب الكبير من سجون إسرائيل
يأتي هذا بعد أن أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، عن فرار 6 أسرى، فيما قالت الشرطة إنها باشرت، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية، بـ"عملية تفتيش وبحث عن الأسرى".
موقع "تايمز أوف إسرائيل" قال إنه قبل يوم من تنفيذ الخطة، طلب زكريا الزبيدي، أكبر سجناء المجموعة الهاربة سناً، نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها السجناء الخمسة الآخرون، بحسب ما أفادت به القناة 12، مضيفة أنه تمت الموافقة على الطلب من دون إثارة أية تساؤلات.
عادة ما تفصل مصلحة السجون الإسرائيلية بين السجناء على أساس انتمائهم التنظيمي، لكن إسرائيل لم يكن لديها أي معلومات استخبارية عن خطة هروب، بحسب القناة.
قال قائد مصلحة السجون الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، أريك يعقوب، إن الهاربين حفروا نفقاً على ما يبدو في أرضية مرحاض زنزانتهم للوصول إلى السراديب التي تكونت نتيجة إنشاء السجن.
تشير "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن طريقة هروب الأسرى الفلسطينيين تشبه بشكل كبير خطة ظهرت في برنامج تلفزيوني أذيع في رمضان عام 2014 على قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، وتضمنت هذه المؤامرة هروب ستة سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي من نفق حفروه من حمام زنزانتهم.
تشير القناة إلى أنه ربما تمكن السجناء من الهرب بالاستفادة من تصميم هندسي لسجن جلبوع كان متاحاً على الإنترنت على الموقع الإلكتروني للشركة المعمارية التي صممت الموقع، حسبما ذكرت وسائل إعلام مساء الإثنين.
الحفرة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج مراقبة مباشرة، لكن الحارس كان غارقاً في النوم ولم يلحظ أنهم يفرون، وفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل".
يعتقد محققون في قضية هروب الأسرى الفلسطينيين أنه بعد الخروج من السجن، غيّر الهاربون ملابسهم بسرعة، قبل أن ينطلقوا بسرعة بعيداً عن السجن، حيث كانت تنتظرهم سيارة. وذكرت القناة 12 أن المجموعة تفرقت هناك، ولم يدخل جميع السجناء السيارة.
في مرحلة ما قبل وصولهم إلى السيارة، اكتشف سائق سيارة أجرة بعضهم في محطة وقود قريبة واتصل بالشرطة.
رجّحت القناة استخدام الهاربين هواتف محمولة مهربة، لأنه رغم تشغيل نظام جديد في السجن يمنع استخدام الهواتف المحمولة المهربة من قِبل النزلاء، لكن لم يتم تفعيله أبداً.