تحقيقات في اختبار جيني قبل الولادة استعملته ملايين النساء عبر العالم.. شكوك حول علاقته بالجيش الصيني!

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/07 الساعة 17:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/07 الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش
اختبار NIFT - رويترز

فتحت مجموعة من الدول تحقيقاً بشأن اختبار جيني قبل الولادة، تستعمله الحوامل لأخذ عينات منهن ومن الأجنة، وجرى تسويقه تحت اسم العلامة التجارية Nifty، وذلك بعد بعد أن تبين أن الشركة المصنعة للاختبار لها صلات بالجيش الصيني، وذلك وفق ما ذكره تقرير لصحيفة Guardian البريطانية، الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول 2021.

وقال بعض الأطباء والعيادات التي روجت للاختبار وباعته، إنهم لم يكونوا على دراية بأن شركة BGI Group ومقرها شنتشن تجري أيضاً أبحاثاً مع الجيش الصيني.

تحقيقات في 5 بلدان 

يباع الاختبار في 52 دولة على الأقل وحصلت عليه 8.4 مليون امرأة على مستوى العالم، ويفحص الاختبار متلازمة داون وأكثر من 80 حالة وراثية أخرى.

في هذا السياق، قال مفوض الخصوصية الكندي إن تقرير وكالة رويترز حول هذه القضية أثار أسئلة مهمة حول المعلومات "الحساسة للغاية"، وتبحث لجنة الخصوصية في هذه المسألة. 

فيما ذكر اثنان من المنظمين الصحيين في أوروبا- في سلوفينيا وألمانيا- أنهم يدرسون الاختبار في ضوء قواعد حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.

من جانبهم، دعا المنظمون الصحيون في ألمانيا وأستراليا وإستونيا وكندا إلى الشفافية في استخدام شركة BGI للبيانات الجينية للمرأة، وقالوا إنه حتى عند إرسال البيانات إلى الخارج، فإن البائعين المحليين التابعين لشركة BGI مسؤولون عن ضمان خصوصية البيانات.

لماذا كل هذا القلق؟

تسلط مخاوف المنظمين الصحيين الضوء على تحديات الرقابة التنظيمية عند إرسال البيانات الجينية من بلد إلى آخر.

يقول منظم خصوصية البيانات في سلوفينيا، حيث يوجد مقر أحد شركاء شركة BGI الإقليميين، إنه قلقٌ بشأن تصدير البيانات الناتجة عن اختبارات BGI وسيفحص مشكلات حماية البيانات.

جدير بالذكر أن وكالة رويترز قد ذكرت في يوليو/تموز 2021 أن أكثر من اثنتي عشرة دراسة علمية- بما في ذلك التجارب السريرية- أظهرت أن شركة BGI طورت وحسنت هذا الاختبار بالتعاون مع مستشفيات الجيش الصيني. 

إذ تستخدم شركة BGI البيانات الجينية للمرأة الحامل للبحث في سمات السكان، كما أنها تتعاون مع الجيش الصينى فى مجالات بحثية أخرى.

من جانبها، رفضت شركة BGI أي إشارة تفيد بأنها طورت اختبار Nifty بالتعاون مع الجيش، وقالت إن العمل مع المستشفيات العسكرية ليس مساوياً لهذا الادعاء. 

كما قالت إنها عملت مع الآلاف من مقدمي الرعاية الصحية، وإن مقدمي اختبارات ما قبل الولادة الآخرين في الصين يعملون مع المستشفيات العسكرية، وإن العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم تعمل مع الجيوش. وقالت إنها تأخذ خصوصية البيانات على محمل الجد، وتلتزم بالقوانين واللوائح المعمول بها وإن 5% فقط من اختبارات Nifty قد أُجريت على النساء في الخارج.

فيما لم تجد رويترز أي دليل على انتهاك شركة BGI لاتفاقيات أو لوائح الخصوصية؛ وقالت الشركة إنها حصلت على موافقة موقعة وتتلف العينات والبيانات الخارجية بعد خمس سنوات.

كيف يمكن للصين أن تستغل هذه البيانات؟

وكالة رويترز ذكرت في وقت سابق أن الأبحاث المشتركة التي تجريها شركة BGI مع المعاهد الطبية للجيش الصيني واسعة النطاق، من الجهود المبذولة لحماية الجنود من داء المرتفعات إلى الاختبارات الجماعية لمسببات الأمراض. وحذر مستشارو الحكومة الأمريكية في مارس/آذار 2021 من أن بنكاً ضخماً من البيانات الجينومية التي تجمعها شركة BGI وتحللها باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يمنح الصين طريقاً إلى ميزة اقتصادية وعسكرية.

فيما أكدت مختبرات في إسبانيا وسلوفينيا لرويترز أن البيانات الجينية للعملاء قد استُخدمتها شركة BGI في البر الرئيسي للصين لإجراء أبحاث بموافقة مسبقة.

من جانبها، قالت شركة GenePlanet التي تتخذ من سلوفينيا مقراً لها، والتي تقول إنها تبيع اختبارات Nifty في جميع أنحاء أوروبا وتقدم أيضاً اختبارها الخاص باستخدام تقنية BGI، إن العميل السلوفيني وافق على "اختبار البحث".

الشركة نفسها أوضحت أنها تعمل وفقاً للوائح الاتحاد الأوروبي ولديها اتفاق مع شركة BGI يفيد بأنه "لا شيء من بيانات مرضى GenePlanet الناتجة عن اختبار Nifty سيذهب إلى البر الرئيسي للصين".

في حين، قال مختبر Eluthia GmbH، وهو مختبر في ألمانيا يبيع اختبار BGI، إن عمليات نقل دم النساء وبيانات المرضى إلى شركة BGI، جرى تعليقها من جانب منظم حماية البيانات لمنطقة هيسن أثناء التحقيق فيما إذا كانت قواعد الخصوصية قد انتهكت.

وقالت شركة BGI لرويترز إنها تقدم معلومات إلى مختبر Eluthia GmbH والسلطات الحكومية ذات الصلة لإثبات التزامها بقوانين حماية البيانات.

تحميل المزيد