في كل مرة يجد حزب العدالة والتنمية نفسه في مأزقٍ يخرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لينقذ الموقف، وبالتالي أصبح اللاعب رقم 10 للحزب، الذي يدخل الملعب لينقذ ما يمكن إنقاذه.
ورغم تباين موقفه مما سبق، خرج عبد الإله بنكيران، أول أمس ليخدم الحملة الانتخابية للعدالة والتنمية، وذلك بعد احتدام المنافسة بين الحزب الذي ينتمي له وحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقوده الملياردير عزيز أخنوش.
مؤامرة في الخفاء
قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، إنه يشعر أن "هناك شيئاً يُحَضَّر في الخفاء (لم يذكره) بخصوص انتخابات 8 سبتمبر/أيلول الجاري".
وأضاف بنكيران، الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية" (قائد الائتلاف الحكومي)، في بث مباشر عبر صفحته بـ"فيسبوك": "لا أدري هل سيغير ذلك الذي يتم التحضير له من المعطيات أم لا، لكن أجزم أن ما يرتب له ليس في صالح البلد".
وتابع: "كنت قررت ألا أشارك في الدعاية الانتخابية بشكل أو بآخر، ولكن الأحداث جعلتني أستشعر أنه من الواجب علي أن أساهم ولو بمقدار"، مضيفاً أن "الانتخابات لن تكون شيئاً ثانوياً في المغرب، بل هي أساسي وتعطي الفرصة للمواطن مرة في كل خمس سنوات ليختار من سيتولى المسؤولية".
وأضاف بنكيران: "أيها المغاربة، خذوا الاحتياط بخصوص من سيصبح غداً رئيس حكومتكم وأنتم تدلون بأصواتكم"، موجهاً انتقاده إلى الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، قائلاً: "بين عشية وضحاها أصبح مطروحاً علينا التصويت عليه باعتباره رئيس الحكومة المحتوم، بعدما قاطع المغاربة شركاته".
مهاجمة "الأصدقاء"
دعا رئيس الحكومة المغربي السابق عبد الإله بنكيران المغاربة إلى التصويت بكثافة في الانتخابات المقبلة، محذّراً في الوقت ذاته من وصول شخصية غير مناسبة لرئاسة الحكومة.
وعاد بنكيران إلى واجهة الأحداث السياسية أياماً قليلة قبل الانتخابات العامة التي ستشهدها المغرب يوم 8 سبتمبر/أيلول الجاري، بكلمة هاجم فيها زعيمي التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش والاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر.
ووصف بنكيران في فيديو بثه في ساعة متأخرة مساء أمس الأحد، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي بـ"البلطجي السياسي"، الذي أساء إلى حزبه إساءة بالغة، بشكل كاد أن يضرب تاريخه في الصفر.
وذكّر بنكيران بالدور الذي لعبه لشكر في البلوكاج الحكومي عقب انتخابات 2016، بعدما جاء به أخنوش لمساعدته، واصفاً ما حدث بالضربة القاسية للديمقراطية.
من جهة أخرى، اتهم بنكيران أخنوش بالعجز عن الترشح في الانتخابات التشريعية، والذهاب لأغادير والترشح في الانتخابات الجماعية هناك، معتبراً أن أخنوش ضعيفاً سياسياً، وعاجزاً عن الدفاع عن سياساته، وفي كل خرجاته يحدث كارثة سياسية، كما هو الشأن عند حديثه عن "تربية المغاربة"، مبرزاً أن الدولة إذا أرادت أن تضرب فليست بحاجة لأخنوش، كما أن رئيس الحكومة ينبغي أن تكون له القدرة على الحديث للمواطنين.
وانتقد بنكيران، اعتماد أخنوش على المال للوصول إلى رئاسة الحكومة، واصفاً ذلك بـ"العيب والعار"، واعتبر أن أخنوش لا يملك شيئاً غير المال، فليست له ثقافة ولا أيديولوجيا ولا ماض تاريخي.
وجدد بنكيران التأكيد على أن رئيس الحكومة في المغرب ليس هو الذي يحكم، الدولة هي التي تحكم، ورئيس الحكومة لديه مسؤولية محددة في حدود معينة، مشيراً إلى موقفه الرافض للملكية البرلمانية.
ودعا بنكيران المغاربة للتصويت على من يشاؤون وليس بالضرورة حزب العدالة والتنمية، مؤكداً أنه سيصوت لصالح حزبه، وأن يتحملوا المسؤولية في تحديد رئيس الحكومة المقبل، لأنه في وصول رئيس حكومة "ماشي هو هذاك"، لا يمكن التكهن بالمستقبل كيف سيكون.