نجح 6 أسرى فلسطينيين، صباح الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، في الفرار من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، عبر نفق حفروه، بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، على الرغم مما يتعرضون له من حراسة ومراقبة مشددة، إذ يخضع معظمهم لأحكام سجن عالية، وقد حاول بعضهم الهرب سابقاً.
من بين الأسرى الفارين أسير ينتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والبقية لـ"الجهاد الإسلامي"، أحدهم حاول الهروب بالطريقة نفسها سابقاً.
مما يميز الأسرى أنهم يقضون جميعاً أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وكلهم من محافظة جنين شمالي الضفة الغربية.
وسائل إعلام فلسطينية نشرت فيديو قالت إنه يظهر الأسرى في آخر ظهور لهم في ساحة السجن الداخلية قبل عملية الهروب.
قادة كبار في فتح والجهاد
القائد في حركة فتح زكريا الزبيدي (45 عاماً)، كان قائداً سابقاً لكتائب شهداء الأقصى، جهاز عسكري محسوب على حركة "فتح"، وقد شهد نضالات عديدة أيام انتفاضة الأقصى.
الزبيدي الذي وُلد في مخيم جنين انتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح عام 2006، واعتُقل من مدينة رام الله في 27 فبراير/شباط 2019، وهو الوحيد الذي ما زال موقوفاً ولم يصدر بحقه حكم، فيما ينتظر حكماً مشدداً على الأغلب.
الأسير الأكثر خطراً، بحسب مواقع إخبارية إسرائيلية، كان محمود العارضة، مسؤول الجهاد الإسلامي في سجن جلبوع، والذي حاول لأكثر من مرة الهروب من السجن وسبق أن حفر نفقاً ولكنه ضُبط في مراحله الأخيرة.
وُلد المحرر محمود عارضة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، في بلدة عرابة قضاء مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، وكان اعتقاله الأول في عام 1992، حكم حينها بالسجن 4 سنوات.
أعيد اعتقاله للمرة الثانية في عام 1996 بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والمشاركة في عمليات مقاومة قُتل فيها عدد من الصهاينة.
حُكم بالسجن المؤبد مدى الحياة و15 عاماً، أمضى منها 26 عاماً قبل انتزاع حريته من خلال النفق اليوم.
تعرض خلال فترة اعتقاله للتضييق والعزل، ففي العام 2011 عُزل سته أشهر متواصلة، ثم في عام 2014 على خلفية محاولته الهرب بحفر نفق في سجن شطة، حيث أمضى أكثر من عام في العزل.
الأسير مناضل يعقوب عبدالجبار نفيعات (32 عاماً)، من مواليد بلدة يعبد قضاء جنين اعتُقل عام 2006 وأفرج عنه عام 2015، أعيد اعتقاله في المرة الأخيرة عام 2020، بتهمة الانتماء لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال.
الأسير يعقوب محمود أحمد قادري (39 عاماً) من مواليد قرية بير الباشا قضاء جنين، تعرض للمطاردة من الاحتلال منذ أيام انتفاضة الأقصى عام 2000.
شارك في معركة الدفاع عن مخيم جنين عام 2002، واعتقل في 18 أكتوبر/تشرين أول 2003، حيث صدر بحقه الحكم بالسجن المؤبد مرتين و35 عاماً.
في عام 2014 حاول مع الأسير محمود عارضة ومجموعة من الأسرى الفرار من سجن شطة، عبر نفق، لكن المحاولة لم تنجح.
الأسير المحرر أيهم فؤاد نايف كمامجي (35 عاماً) من مواليد قرية كفر دان في مدينة جنين، بدأ الاحتلال في مطاردته في مايو 2000، إلى أن تمكَّن من اعتقاله في 4 يوليو/تموز 2006، وحُكم عليه بالسجن المؤبد مرتين.
الأسير المحرر محمد قاسم أحمد عارضة (39 عاماً)، من مواليد بلدة عرّابة قضاء مدينة جنين، اعتقل في كمين إسرائيلي بتاريخ 7 يناير/كانون ثاني 2002، ثم أفرج عنه منتصف شهر مارس/آذار من العام 2002.
بتاريخ 16 مايو/أيار 2002، تمت محاصرته واعتقل في مدينة رام الله، قبل أن يحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و20 عاماً.
القلعة "جلبوع"
في أبريل/نيسان 2004 افتتحت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي سجن "جلبوع"، وتفاخرت بأنه الأشد تحصيناً بين سجونها، وزجت فيه بمئات الأسرى الفلسطينيين بعد حملات اعتقال واسعة شهدتها سنوات انتفاضة الأقصى.
استعانت إدارة سجون الاحتلال بشركة إيرلندية لبناء السجن، على شكل (حصن منيع)، واعتبر منذ تأسيسه أحد أكثر السجون قسوة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.
يقع سجن "جلبوع" في بيسان شمال فلسطين المحتلة، قرب سجن "شطة"، الذي تعرض فيه الأسرى أيضاً لأبشع عمليات التنكيل من قبل السجانين خاصة خلال سنوات انتفاضة الأقصى.
تقول مؤسسات الأسرى إن سجن "جلبوع" يتكون من خمسة أقسام في كل قسم منها 15 غرفة، تتسع كل منها لثمانية أسرى، ويعاني الأسرى فيه من ظروف بيئية صعبة؛ حيث ارتفاع نسب الرطوبة العالية.
لكن تمكن ستة أسرى فلسطينيين معظمهم من المحكومين بالسجن المؤبد، من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع"، بعد أن حفروا نفقاً استمر العمل فيه لشهور طويلة، وفقاً لتقديرات الاحتلال، الأمر الذي ترك صدمة وانتقادات واسعة للمنظومة في دولة الاحتلال.