كشفت الحملة الانتخابية الجارية في المغرب عن مجموعة من الطرائف والغرائب التي طبعت عملية إقناع المرشحين للمواطنين، والتي رافقتها موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولأن هذه الانتخابات ستكون جامعة، وسيتم اختيار فيها الممثلين في البرلمان ومجالس الجهات والمجالس المحلية، فإن السباق والمنافسة محتدمة، وبالتالي الطرائف بالجملة.
العائلة أولاً
لم يكتفِ عدد كبير من المرشحين البارزين في الانتخابات المغربية بوضع أنفسهم على رأس اللوائح الانتخابية، بل ذهبوا إلى حد ملء اللوائح بأبنائهم وزوجاتهم وأصهارهم.
ومن بين المرشحين الذين خلقوا الجدل في الحملة الانتخابية، حميد شباط، العمدة السابق لمدينة فاس، الذي اختار الانتقال من حزبه الأصلي أحد أكبر الأحزاب المغربية وهو حزب الاستقلال، إلى حزب صغير لا يُحقق أي نتائج تذكر.
شباط، الذي يعتبر أحد الأسماء السياسية المهمة في المغرب، رشح عن نفس الحزب الذي انتقل له ابنه نوفل شباط، وابنته ريم شباط، وزوجته فاطمة طارق، هذه الأخيرة التي تقود اللائحة النسائية.
ولم يعد شباط هو الشخص الوحيد الذي ظهر في هذه الانتخابات هو وأسرته، فنبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، أحد الأحزاب السياسية المهمة، أيضاً رشحت نفسها للانتخابات هي وشقيقها وابنتها وزوج ابنتها.
وإذا كان ظهور عائلة واحدة مرشحة للانتخابات، فإن الأقاليم الصحراوية جنوب المغرب تعرف ظاهرة استثنائية في هذه الانتخابات، إذ لا يُسمح لشخص بالترشح وهو لا يحمل أحد الألقاب المعروفة في المنطقة.
فمثلا العشرات من المرشحين في الانتخابات الحالية يحملون لقب "ولد الرشيد"، وهو لقب أغنى العائلات الصحراوية، ويحمله حمدي ولد الرشيد، القيادي في حزب الاستقلال.
بين الجَمال والانتقال.. الكرسي هو الأهم
اختارت بعض الأحزاب السياسية أن تعطي للجمال أهمية في الحملة الانتخابية، ولو من باب السخرية، وذلك لجلب الأنظار للوائحها الانتخابية، وترشيح وجوه شابة جميلة على رأس اللوائح الانتخابية.
وتم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي لجميلات الانتخابات اللواتي لهن القدرة على جلب عيون المعجبين، أملاً في انتقال هذه العيون إلى شعار الحزب.
ومن بين الأحزاب الذي ركز على الوجوه الجميلة، حزب الاتحاد الاشتراكي، وحزب فيدرالية اليسار، هذا الأخير الذي يعتمد على الشباب في انتخاباته.
أيضاً وبالتزامن مع الأيام الأخيرة قبل الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية، أثار عدد من المرشحين الاستغراب بسبب انتقالهم من حزب إلى آخر في ظرف أيامٍ قليلة، وفي الوقت البدل الضائع.
ومن بين الأسماء التي خلقت الجدل، المرشح عن حزب الحركة الشعبية في منطقة الريف، مكي لحنودي، الذي انتقل من 3 ثلاث أحزاب سياسية في ظرف أسبوع فقط، وأعلن عن انتقاله من كل حزب على حسابه في فيسبوك.
أما ظاهرة الترحال السياسي من حزب إلى آخر فحدِّث ولا حرج، إذ لم تجد بعض الأسماء السياسية القيادية في الأحزاب حرجاً في الانتقال إلى حزب آخر للحصول على تزكية التقدم للانتخابات.
بالإضافة إلى ذلك، اختار بعض المرشحين أن يجرب حظه في الانتخابات البرلمانية والجهوية والجماعية، فوضع نفسه على رأس ثلاث لوائح، لكي يكون أكثر حظاً للحصول على كرسي المسؤولية.
ومن بين هذه الأحزاب السياسية، محسن مفيدي، كاتب جهة الدار البيضاء لحزب العدالة والتنمية والذي ترشح في ثلاثة مقاعد (البرلمان، الجهة، والجماعة).
اللوائح الانتخابية
خلقت اللوائح الانتخابية أيضاً الجدل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الجمل التعريفية التي وضعها المرشحون، ومهنهم، وأيضاً وعودهم الانتخابية.
ففي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعد أحد المرشحين ساكنة بـ"الثروات وإعادة توزيع الممتلكات وجهاد الكفار إلى يوم القيامة"، وذلك في تعليق على حسابه في فيسبوك.
مرشح آخر من نفس الحزب وضع لنفسه جملة تعريفية مثيرة للسخرية كتب فيها: "أخ لسِتّ بنات وابن مستشار وبرلماني سابق"، الأمر الذي جرَّ عليه موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلق حزب الاشتراكي الموحد ذو المرجعية اليسارية سجالاً واسعاً، والسبب ظهور واحدة من لوائحه الانتخابية بعضوات نصفهن محجبات، فيما النصف الأخر منهن لا يردن نشر صورهن.
حزب العدالة والتنمية بدوره لم يسلم من انتقادات النشطاء، فلائحته المتنافسة في انتخابات أعضاء المجلس الجماعي بخريبكة أثارت الجدل، والسبب أن وكيلها رفض نشر مرشحة تحمل نفس لقبه العائلي، قيل إنها ابنته، لصورتها.