أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت 4 سبتمبر/أيلول 2021، أن إيران مستعدة لإجراء محادثات مع القوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، لكن ليس تحت "ضغط" غربي، مطالباً بضرورة أن تنتهي المحادثات مع الغرب برفع العقوبات الأمريكية عن الشعب الإيراني.
رئيسي أضاف، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أذيعت على الهواء مباشرة: "الغربيون والأمريكيون يسعون وراء محادثات مع الضغط… لقد أعلنت بالفعل أننا سنجري محادثات بناءً على أجندة حكومتنا، لكن ليس تحت ضغط".
مضى قائلاً: "المحادثات على جدول الأعمال.. نسعى من أجل مفاوضات تفضي إلى تحقيق الهدف، وهو رفع العقوبات عن أمتنا"، مشيراً إلى أن طهران "لا تخوض المفاوضات من أجل التفاوض فقط، ولن نتراجع عن مصالح الأمة الإيرانية في المفاوضات".
كما شدّد على أن "ممارسة الضغوط والتهديدات والعقوبات لا تتطابق مع مبدأ الحوار".
يشار إلى أن المحادثات الأمريكية-الإيرانية غير المباشرة توقفت في العاصمة النمساوية فيينا منذ انتهاء الجولة الأخيرة في 20 يونيو/حزيران الماضي، عندما كانت الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي، تستعد لتولي مقاليد الحكم رسمياً.
جدير بالذكر أن البرلمان الإيراني وافق مؤخراً على منح الثقة للحكومة التي اقترحها إبراهيم رئيسي، باستثناء وزير واحد، المرشح لوزارة التربية والتعليم حسين باغول، وذلك بعد مناقشات استمرت 5 أيام.
هذه الحكومة الجديدة لقيت انتقاداً من بعض النواب؛ لخلوها من النساء والأعضاء السُّنة.
استئناف المحادثات النووية
كذلك تأتي تلك التصريحات الإيرانية بعد يوم واحد من قول المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، إن إدارة الرئيس جو بايدن "لا يمكنها الانتظار إلى الأبد" حتى تقرر إيران استئناف المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
حيث ذكر مالي، الجمعة، خلال مقابلة أجراها مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية: "لا يمكننا الانتظار إلى الأبد بينما تواصل إيران تقدمها النووي، لأن تقدمهم في مرحلة ما سيجعل العودة إلى الاتفاق النووي أقل قيمة بكثير للولايات المتحدة"، غير أنه أضاف أن بلاده "مستعدة للتحلي بالصبر".
كان مالي، الذي كلفه بايدن بإعادة التزام الولايات المتحدة في الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، قال في أغسطس/آب الماضي، إن المتغيرات المجهولة في المباحثات تتعلق بتصرفات الإيرانيين.
حينها استطرد قائلاً: "نحن على استعداد لاستئناف المباحثات، وهو ما لم نكن لنفعله إذا لم نعتقد أن الصفقة ممكنة".
وكشف وقتها أن الولايات المتحدة تملك خيارات بديلة في حال عدم إعادة إحياء اتفاق عام 2015، ومنها توقيع اتفاق جديد منفصل تماماً عن ذلك الاتفاق الذي ينتهي مفعوله بحلول عام 2030.
أما الخيار الآخر فهو فرض عقوبات على طهران تأتي بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين.
العودة إلى طاولة المفاوضات
كانت فرنسا وألمانيا قد دعتا طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بعد توقف المحادثات في أعقاب الانتخابات الإيرانية الأخيرة، حيث تدعو باريس لاستئناف المحادثات فوراً وسط قلق الغرب من توسيع إيران لأنشطتها النووية.
فقد عبّرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الشهر الماضي عن قلقها البالغ إزاء تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت أن إيران أنتجت لأول مرة معدن يورانيوم مخصب بدرجة نقاء انشطاري تصل إلى 20% ورفعت الطاقة الإنتاجية لليورانيوم المخصب إلى 60%.
بينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، وأنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنشطتها، وأنها مستعدة للعودة عن الخطوات التي اتخذتها بعيداً عن اتفاق 2015 إذا عادت الولايات المتحدة للاتفاق ورفعت العقوبات.