قررت إدارة بايدن استئناف تمويل أمريكا لبرامج المساعدات الإنسانية في أفغانستان، الذي توقَّف بعد سيطرة طالبان على البلاد، فيما قال مسؤولون بارزون في الإدارة إنه اختبار مهم لتبيُّن إن كانت الحركة ستتدخل في هذه الجهود.
وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 3 سبتمبر/أيلول 2021، قال المسؤولون إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستعيد توجيه أكثر من 260 مليون دولار كانت مخصصة لمشاريع في أفغانستان قبل سيطرة طالبان على السلطة.
كما أوضحت الصحيفة أن هذه الأموال ستُرسل إلى برامج توفر الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية الأخرى اللازمة لمساعدة البلاد على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
ملايين الدولارات من من أمريكا
هذا الإجراء يوفر أموال أمريكا لبعض المنظمات، مثل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، وغيرها من منظمات الإغاثة الدولية البارزة، التي تعمل بدورها من خلال ممثلين لها وموظفين محليين موجودين في البلاد.
قال المسؤولون في أمريكا إن الإدارة تدرس أيضاً الاستفادة من الحسابات المتاحة في برامج أخرى، مثل صندوق المساعدة الدولية في حالات الكوارث التابع لوزارة الخارجية، الذي تبلغ قيمته 4.4 مليار دولار، وبرنامج مساعدة الهجرة واللاجئين الذي تبلغ قيمته 3.4 مليار دولار.
كما أوضح المسؤولون البارزون أن معاملة طالبان للأشخاص الذين يوزعون المساعدات- العمال الأجانب والأفغان- ستكون عاملاً حاسماً في الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تشكيل الحكومة في أفغانستان. وقد شكك مسؤولون أمريكيون غير مرة في إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بهذه الحكومة رسمياً.
بينما قالت متحدثة باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "هذه المساعدات ستمر عبر منظمات مستقلة، تماشياً مع عقوباتنا على طالبان. ونتوقع ألا تعرقل طالبان أو أي جهة أخرى هذه الجهود".
فيما رفضت وزارة خارجية أمريكا تحديد البرامج التي توقفت أو تقديم تفاصيل بنود الإنفاق الجديد. وقال مسؤولون أمريكيون إنه لا توجد حالياً أي خطط لتقديم مساعدات مباشرة إلى البلاد أو من خلال الحكومة، نظراً لعقوبات الإرهاب السارية على طالبان.
مساعدة الأفغان وليس طالبان
بدورها ذكرت وكالة رويترز، الجمعة، أن مساعدين بالكونغرس قالوا إن من المرجح أن يمول الكونغرس الأمريكي وكالات الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات التي تقدم مساعدات إنسانية لأفغانستان، لكن لا توجد بشكل فعلي فرصة لأن يمول بشكل مباشر حكومة جديدة بقيادة طالبان.
مساعدون للديمقراطيين، الذين يسيطرون على الكونغرس، وللجمهوريين، قالوا إن المشرّعين متأكدون من تقديمهم مساعدات إنسانية للنازحين الأفغان واللاجئين، ولكن ليس للحكومة نفسها على الأقل في الوقت الحالي.
كما قال أحد كبار مساعدي الديمقراطيين في مجلس الشيوخ "سيكون من الصعب إقناع أعضاء الكونغرس بفعل أي شيء يبدو أنه يدعم حكومة طالبان". واتفق أحد كبار مساعدي الجمهوريين في مجلس الشيوخ مع هذا الرأي.
المساعد الجمهوري أوضح "لن يؤيد الجمهوريون على الإطلاق تقديم أموال لطالبان"، مضيفاً أنهم لا يريدون تقديم أي أموال حتى يتمكن الأمريكيون والأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة من مغادرة أفغانستان.
بينما لم ترد وزارة خارجية أمريكا على الفور على طلب للتعليق على ما إذا كانت ستطلب أموالاً إضافية لأفغانستان.
قالت مصادر في طالبان إن الملا عبد الغني بردار، الشريك المؤسس للحركة، سيقود حكومة جديدة من المقرر إعلانها قريباً. وقد تكون مهمتها الأولى هي تفادي انهيار اقتصاد يواجه الجفاف ودمار الحرب التي استمرت 20 عاماً.