كشف رئيس هيئة الطيران المدني في حركة طالبان المولوي رحمة الله كلزار أن الجنود الأميركيين دمروا 70% من أجهزة مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، قبل انسحابهم الأخير، مشيراً إلى أن مجمل الخسائر تقدر بين 25 و30 مليون دولار.
أكد كلزار كذلك أن أفغانستان تملك حالياً 4 طائرات مدنية فقط ينتهي عمرها التشغيلي بعد عامين، وذلك في حوار أجراه موقع قناة الجزيرة القطرية الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، مع المسؤول في حركة طالبان.
أما بخصوص المعدات، فقد أكد المسؤول كلزار أن القوات الأمريكية أتلفت كل المعدات التي لم يكونوا قادرين على نقلها إلى الولايات المتحدة، حيث دمرت المعدات المتبقية بنسبة 70%، ومعظمها غير قابل للاستخدام.
من بين المعدات المهمة والمدمرة بالكامل الرادار وبرج المراقبة، بحسب المسؤول الذي أشار إلى أن الفريق التقني القطري الذي وصل إلى المطار الخميس قد بدأ فعلياً بعملية إصلاحهما.
من جانبه، أشار المسؤول إلى أن الرحلات الداخلية في أفغانستان من المتوقع أن تستأنف الجمعة باستعانة طائرة وحيدة قابلة للاستخدام حالياً، أما الرحلات الخارجية فستتأخر من 5 إلى 7 أيام حتى يتم تشغيل المطار وفق المعايير الدولية، وهناك أعمال صيانة مستمرة لهذا الغرض.
كما أكد كلزار أن أفغانستان بحاجة لـ4 طائرات جديدة بصورة عاجلة، منوهاً إلى أن الحركة ستطلب من دول صديقة المساعدة في إنعاش هذا القطاع بأفغانستان، والذي ستكون له آثار إيجابية، على حد قوله.
وعن مستقبل المطار قال المسؤول: "سنحاول وبكل جدية أن نحسن أداءنا وقدراتنا حتى يثق العالم بتأمين المطار، وننوي ضخ دماء جديدة حتى تنجح الهيئة في تسيير رحلات آمنة إلى جميع أنحاء العالم".
جهود قطرية-تركية
الخميس، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن بلاده تجري محادثات مع طالبان وتركيا من أجل تشغيل مطار كابول الدولي.
جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه قناة الجزيرة الإخبارية، نقلاً عن مسؤول بالطيران المدني الأفغاني، إن طاقماً فنياً قطرياً وصل لمطار كابول ويعمل على تقييم الأضرار في المطار.
بحسب المصدر الأفغاني، فإن الفريق القطري يخطط لتشغيل مطار كابول "قريباً".
كما أشار رئيس هيئة الطيران الأفغاني إلى أن الرحلات الداخلية من مطار كابول ستستأنف الجمعة "أما الخارجية فستأخذ وقتاً".
مطار "مخرب"
انتقلت السيطرة على مطار كابول من القوات الأمريكية إلى حركة طالبان، بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان، الثلاثاء الماضي، بعد أن لحق به قدر كبير من التدمير والأضرار سواء جراء التدفق عليه، أو بسبب الهجوم الذي نفذه داعش على المطار أو عمليات التخريب أو التدمير الذي قام بها الأمريكيون لما قالوا إنه معدات حساسة في المطار.
حيث أعلن الجيش الأمريكي أنه أعطب قبل انسحابه من مطار كابول طائرات وآليات مدرّعة ومنظومة دفاعية مضادّة للصواريخ، وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحافي إن قواته "نزعت سلاح" هذه الأعتدة، أي أعطبتها وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى.
وأضاف ماكنزي أن العتاد الذي تم تعطيله يشمل 73 طائرة، مؤكداً أن "هذه الطائرات لن تحلّق مرة أخرى".
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، في إفادة صحفية بوزارة الدفاع (البنتاغون)، إن الجيش الأمريكي دمر منظومة دفاع صاروخي CRAM في مطار كابول بسبب صعوبة تفكيكها. مشيراً إلى أنها استخدمت لاعتراض هجمات تنظيم داعش الإرهابي.
تقرير لفضائية الجزيرة نقل عن مصادر أفغانية قولها إن أبراج المراقبة في المطار وأجهزة الكمبيوتر، الخاصة بالمراقبة والتسيير قد دُمرت.
فمن الواضح أن خليطاً من الفوضى والخوف وهوس الأمريكيين، بمنع سقوط الأسلحة الأمريكية في يد طالبان، قد أدى إلى إلحاق ضرر لا يمكن تحديد مداه بالمطار.
ونقلت قناة الجزيرة عن مقاتلين من طالبان قولهم إنه كان هناك تعمد من القوات الأمريكية لتخريب المطار، وصل إلى تخريب المقاعد في صالات الانتظار من أجل عرقلة إعادته للعمل.
ومن هنا فإن تشغيل المطار يحتاج إلى جهد مالي وفني ضخم لا يتوافر للحركة حتى لو أعادت موظفي المطار من الأفغان للعمل، ومن الواضح أن الحركة تتطلع إلى دور قطري وتركي في هذا الصدد، وهو أمر يتم بالتنسيق مع واشنطن.