تبدو الفلسطينية، أنهار الديك (25 عاماً)، فرِحة بحصولها على الحرية "المنقوصة"؛ وبـ"عناق" طفلتها جوليان، ولُقيا زوجها وأسرتها، بعد 5 شهور من الاعتقال، بعد حملة طالبت بالإفراج عن الأسيرة الفلسطينية الحامل في شهرها التاسع.
الحملة التي أطلقها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت بعد رسالة مؤلمة بعثت بها الأسيرة الفلسطينية من سجن الدامون الإسرائيلي، انتشرت الأربعاء 25 أغسطس/آب على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرت في رسالتها عن وجعها وخوفها من الولادة داخل السجن الإسرائيلي.
حملات أجبرت الاحتلال على "تحريرها"
تقول الديك، التي أُفرج عنها الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، على أن تخضع لسجن منزلي، في بيت والدتها ببلدة كفر نعمة، إلى الغرب من رام الله (وسط الضفة) "من الفرحة، لم أنم طوال الليل، أتساءل: معقول أُفرج عني؟ هل هذه لحظات حقيقية أم خيال؟ لله الحمد، أنا اليوم حرة في منزل والدتي".
تابعت أنهار الديك: "هذا الفرج من الله أولاً، وبدعوات الناس والمتضامنين، والحملات الإعلامية التي أجبرت الاحتلال على إطلاق سراحي".
فقد اشترطت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، لإطلاق سراح "الديك" دفع غرامة تقدر بنحو 12500 دولار أمريكي، والسجن المنزلي في منزل عائلتها. واعتقلت الديك، في مارس/آذار الماضي، بزعم محاولتها تنفيذ "عملية طعن".
رغم فرض الإقامة الجبرية عليها في منزل عائلتها، تبدي الديك سعادتها، حيث تقول: "كنت أتمنى أن أعود لمنزلي مع زوجي وطفلتي، لكن هذا أيضاً بيتي، وزوجي يأتي متى شاء".
محاولة قتل أنهار الديك
تتهم أنهار الديك إسرائيل بمحاولة قتلها، وجنينها، عقب اعتقالها، حيث تقول: "ضُربت بشكل عنيف على رأسي وظهري وبطني، رغم أني أخبرتهم أنني سيدة حامل، لم يكترثوا لذلك".
تضيف: "نُقلت إلى معتقل هشارون الإسرائيلي، ووضعت في زنزانة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، لم يراعوا أنني سيدة حامل، أمضيت فيها 30 يوماً". وتكمل "طلبت منهم فراشاً وغطاءً، كوني سيدة حاملاً، والبرد قارس، دون جدوى، لم يُقدم لي إلا القليل من الطعام".
تشير إلى أن السلطات الإسرائيلية نقلتها إلى سجن الدامون، حيث تقبع الأسيرات الفلسطينيات. وتقول في هذا الشأن "الوضع صعب للغاية، عانيت ما تعانيه الأسيرات من تضييق وحرمان من الحقوق".
كما تضيف أنهار الديك قائلة: "الاحتلال يقتل الفلسطيني فقط، لأنه مر من طريق ما، يفعلون ما يريدون، ولا يحتاجون إلى مبرر، أنا اُعتقلت وأنا سيدة حامل".
تنكيل متعمد رغم حملها
على مدى فترة الاعتقال، نُقلت أنهار الديك للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة كونها حاملاً، وسط تنكيل متعمد من قبل السلطات الإسرائيلية، بحسب قولها.
تقول: "رحلة البوسطة (نقل الأسير من سجن إلى سجن أو إلى المستشفى) معاناة مضاعفة، تفتقر عربات النقل للراحة، يبقى المعتقل مقيد القدمين واليدين، بالرغم من كوني حاملاً ولا أقدر على المشي، لم يراعوا هذه الظروف مطلقاً".
تشير إلى أنها أُخبرت أنها ستضع جنينها وهي مقيّدة، الأمر الذي أضاف لها معاناة وقلقاً نفسياً.
أضافت: "عشت ظروفاً صعبة للغاية، أقول لنفسي: كيف سأعتني بطفلي في زنزانة لوحدنا؟ كيف له أن يصحو على صوت السجان؟ والعدد والتفتيش والاقتحامات، وكيف له أن يعيش ذات المعاناة التي أعيشها؟".
الخوف لم ينته مع الإفراج عنها
رغم فرحتها بالحرية المنقوصة، غير أنها ما تزال تعيش مخاوف كبيرة من العودة للسجن من جديد.
تضيف أنهار الديك: "صحيح أنا شبه حرة الآن، وفي الاعتقال المنزلي، لكنني بين أهلي وعائلتي، ومع طفلتي وزوجي وطفلي القادم، لكن القضية لم تنتهِ بعد".
تابعت: "هناك مخاوف حقيقية، لكن بحسب المحامي الخاص بي، الملف سوف يُغلق دون اعتقال، أتمنى ذلك من كل قلبي لكي أبقى مع أطفالي وناسي".
تقول أنهار الديك إن الأسيرات في السجون، في "وضع صعب للغاية، يعانين في كل يوم، يفتقرن لأدنى مقومات الحياة، منهن المريضة والأم والزوجة".
أضافت: "أقول لكل أحرار العالم، أن يلبوا نداء كافة الأسرى والأسيرات، بالإفراج الفوري والعاجل عنهم". وأكملت: "الاعتقال صعب للغاية، لا يعرفه إلا من جرّبه".