كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن المرشّح الرئاسي السابق ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، سيقدم طلباً للجوء السياسي لدى الجزائر التي أوقفته رفقة شقيقه غازي القروي، بعدما حاولا دخول البلاد بطريقة غير شرعية عبر مدينة تبسة الجزائرية الحدودية.
ووفق المصدر ذاته، فإن نبيل القروي لم يمثُل لحد الآن أمام الجهات القضائية بتبسة، وسيُحوَّل إلى الجزائر العاصمة رفقة شقيقه للمثول أمام محكمة سيدي امحمد التي تعتمد عليها الجزائر في معالجة القضايا الهامة والكبرى.
ولم تستبعد مصادر "عربي بوست" أن ترفض الجزائر طلب اللجوء السياسي للشقيقين القروي وتسليمهما إلى تونس.
وأضاف المصدر نفسه أن القضاء الجزائري سيوجه تهمة تهريب البشر للأشخاص الذين تم القبض عليهم رفقة القروي وشقيقه.
رسمياً.. تونس تطالب بالقروي
أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بولاية القصرين التونسية، اليوم الثلاثاء 31 آب/أغسطس 2021 قراراً بإدراج رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي وشقيقه النائب بالبرلمان المجمدة عضويته غازي القروي محل تفتيش مع تحرير محضر في شأنهما بسبب اجتيازهما الحدود البرية بطريقة غير قانونية.
وأكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين رياض النويوي أن القرار جاء تبعاً للمحضر الذي تم فتحه سابقاً ضد مشتبه به في ترويج المخدرات تم الاحتفاظ به الإثنين 30 أغسطس/آب من أجل مساعدة أشخاص على اجتياز الحدود التونسية خلسة نحو التراب الجزائري.
يذكر أن الشقيقين القروي تم القبض عليهما أول أمس الأحد 29 أغسطس/آب في ولاية تبسة الجزائرية الحدودية.
في انتظار رد الجميل
دأبت السلطات التونسية على تلبية طلبات نظيرتها الجزائرية في تسليم المطلوبين حتى وإن كان ذلك يسبب لها حرجاً داخلياً.
وسلّمت تونس قبل يومين أحد قياديي حركة "الماك" التي تدعو لانفصال منطقة القبائل إلى الجزائر رغم أنه يحوز على صفة لاجئ.
ويعيش سليمان بوحفص في تونس منذ أغسطس/آب 2018، إذ تحصّل على اللّجوء السياسي من مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تونس.
وقُبض عليه في الجزائر يوم 31 يوليو/تموز 2016 ووجّهت له تهم تتعلّق بالتعبير عن معتقداته المسيحية واتُّهم بالإساءة إلى الإسلام والاعتداء على الرّسول محمد.
ورقة في يد الجزائر
رغم أن مصادر "عربي بوست" أكدت أن الجزائر ستسلّم الشقيقين القروي إلى تونس، إلا أن هناك احتمالاً ولو ضئيلاً لمماطلة الجزائر في تسليمهما والاحتفاظ بهما كورقة ضغط على الرئيس التونسي قيس سعيّد، الذي يبدو أنه أصبح قريباً من الأنظمة الخليجية ومصر أكثر من الجزائر.
وكانت "عربي بوست" قد كشفت مؤخراً عن أن الجزائر لم تعد راضية على التقارب السعودي والإماراتي والمصري والتونسي، ودعت سعيّد لفتح حوار وطني شامل مع جميع القوى السياسية التونسية وهو ما لم يحدث لحد الآن.
ويتواجد وزير الخارجية التونسي في الجزائر للمشاركة في اجتماع دول جوار ليبيا، وقد تكون قضية الشقيقين القروي محل نقاش في لقائه بالرئيس عبدالمجيد تبون.