تفجير مطار كابول يشعل أزمة بين لندن وواشنطن.. بريطانيا تُحمّل أمريكا مسؤولية الفوضى التي حدثت قبيل الحادث

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/31 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/31 الساعة 18:51 بتوقيت غرينتش
صورة من الإجلاء في مطار كابول/رويترز

كشفت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021، عن توتر العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بعدما كشفت تسريبات من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنَّ الولايات المتحدة أبقت إحدى البوابات في مطار كابل مفتوحة، رغم علمها بوجود خطورة عالية بوقوع هجوم، من أجل مساعدة عمليات الإجلاء البريطانية.

مصادر حكومية بريطانية رفيعة وأعضاء بالبرلمان البريطاني من حزب المحافظين الحاكم اتهموا واشنطن بمحاولة "نقل اللوم" بعدما أشارت التسريبات إلى أنَّ شخصيات عسكرية أمريكية رفيعة أرادت إغلاق بوابة "آبي" يوم الخميس، 26 أغسطس/آب، قبل ساعات من التفجير المميت.

وقيل إنَّ الأدميرال بيتر فاسلي، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، أخبر زملاءه في مكالمة يوم الخميس، أنَّ البوابة ستبقى مفتوحة لأنَّ القوات البريطانية "سرَّعت انسحابها".

وفي غضون ساعة من المكالمة سار شخص يرتدي حزاماً ناسفاً بين الحشد خارج بوابة آبي، وقد قُتِلَ بعض الأشخاص على الفور، ولقي ما لا يقل عن 170 أفغانياً و13 جندياً أمريكياً مصرعهم، وتوفي مواطنان بريطانيان، في حين قُتِلَت أيضاً زوجة أحدهما وابنتاه.

مطار كابول أفغانستان بريطانيا أمريكا
سقوط عشرات الضحايا بعد تفجيرات مطار كابول التي تبناها تنظيم داعش- ولاية خراسان/ رويترز

وأدَّى تسريب المسودات السرية للمكالمات مع كبار الشخصيات العسكرية والسياسيين، والتي حصلت عليها مجلة Politico الأمريكية، إلى رد فعل سلبي في بريطانيا، إذ قال مصدر حكومي: "على الولايات المتحدة أن تشرح الفوضى الكاملة التي شهدتها عمليات الإجلاء. هناك عمليات إحاطة صعبة جارية الآن".

فيما لم يُقِرّ مصدر حكومي آخر بعمليات الإحاطة. وقال: "تفهَّمنا خطورة الوضع، وغيَّرنا إرشادات السفر، وكُنَّا داعمين تماماً لو أغلقوا بوابة آبي"، ولم يكن المصدر على علم بأي طلب بريطاني لإبقاء البوابة مفتوحة.

توبياس إلوود، عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين ورئيس لجنة الدفاع بالمجلس قال: "أعتقد أنَّ هذا الأمر يتعلق أكثر بلعبة تلاوم غير مفيدة… وهو يُظهِر مدى الانحدار الذي وصلت إليه العلاقة الخاصة".

ووفقاً للوثائق المسربة، أَمَرَ وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، نظراءه الدوليين بالقيام باستعدادات لـ"حادث قد يُوقِع ضحايا كثيرين" يوم الأربعاء الماضي، 25 أغسطس/آب. وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إنَّ هناك معلومات استخباراتية "مهمة" توضح تفاصيل خطط من جانب فرع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أفغانستان، أي تنظيم "داعش- ولاية خراسان"، لشنّ "هجوم مُركَّب".

آلاف المدنيين المستميتين على الفرار من أفغانستان احتشدوا في مطار العاصمة كابول أفغانستان بريطانيا أمريكا طالبان
آلاف المدنيين المستميتين على الفرار من أفغانستان/ رويترز

فيما قال القادة الذين اتصلوا من كابل إنَّ بوابة آبي تمثل "الخطر الأكبر". ووضع القادة خططاً لإغلاق البوابة، لكنَّ الولايات المتحدة قررت أن تُبقي البوابة مفتوحة لأنَّها أرادت السماح لبريطانيا بمواصلة إجلاء الأشخاص الذين كانوا ينهون إجراءاتهم بفندق Baron Hotel القريب، وقال البنتاغون: "هذا التقرير يستند إلى عملية كشف غير قانونية عن معلومات سرية ومداولات داخلية ذات طبيعة حساسة"، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "نواصل تقديم دعمنا الكامل لأوثق حليف لنا".

حرب 20 عاماً انتهت! 

واستفاق العالم، صباح الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021، على سيطرة حركة طالبان على مطار كابول الدولي، آخر معاقل وجود القوات الأمريكية، التي أعلنت، مساء الإثنين 30 أغسطس/آب، انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان؛ لتطوي صفحة غزو استمر 20 عاماً، وتعلن عودة طالبان إلى السلطة.

فقد اضطرت واشنطن وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي إلى خروج مذل ومتعجل من أفغانستان. وفي أعقاب عمليات إجلاء جوي ضخمة وفوضوية على مدى الأسبوعين الماضيين، يخلف هؤلاء وراءهم آلاف الأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية وربما كانوا مؤهلين للإجلاء.

في حين كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلن أنّه سيُلقي، اليوم الثلاثاء، خطاباً إلى الأمّة بشأن الانسحاب من أفغانستان، كان مقاتلو حركة طالبان يطلقون النار في الهواء احتفالاً بسيطرتهم على مطار العاصمة بعد إقلاع آخر طائرة عسكرية أمريكية منه.

تحميل المزيد