مقاتلون من طالبان يفاجئون مقدماً تلفزيونياً.. أحاطوا به وهم مدججون بالأسلحة، وهكذا كان رد فعله

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/31 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/31 الساعة 12:02 بتوقيت غرينتش
عناصر من قوات النخبة "بدري" التابعة لطالبان/ رويترز

انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر مقاتلين من طالبان مُدججَّين بالسلاح على شاشة التلفزيون الوطني الأفغاني، وأحاطوا بمضيف برنامج سياسي، بينما يقول للمشاهدين "لا ينبغي الشعور بالخوف".

صحيفة The Times البريطانية قالت، الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021، إنه في المشهد، يخاطب مضيف برنامج Pardaz للنقاش السياسي في Peace Studio جمهوره، ويقرأ بياناً من طالبان بينما يقف خلفه مقاتلان يحملان بنادق هجومية.

تغييرات متسارعة في أفغانستان

يرمز المقطع المُقتَطَف من البرنامج، الذي أذيع في الأصل يوم الأحد، 29 أغسطس/آب، إلى مدى السرعة التي تغيرت بها أفغانستان منذ فرار الرئيس أشرف غني من كابول في 15 أغسطس/آب، وتمت مشاركته أكثر من مليون مرة على تويتر.

شاركت المقطع مذيعة شبكة BBC World News يلدا حكيم، التي فرت من أفغانستان عندما كانت طفلة مع أسرتها قبل أن تستقر في أستراليا.

في ترجمة المقطع، قالت يلدا إنه يمكن سماع المذيع وهو يناقش سقوط الحكومة، ويقول إنَّ "الشعب الأفغاني لا ينبغي له… الشعور بالخوف".

وصفت المذيعة أفغانية الأصل الوضع بأنه سريالي، وأضافت: "هذا ما يبدو عليه النقاش السياسي الآن على التلفزيون الأفغاني؛ جنود مشاة من طالبان يراقبون المُقدِّم".

الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن المسلحين كانا جزءاً من مجموعة أوسع قوامها ثمانية أشخاص على الأقل، ورد بأنهم اقتحموا محطة التلفزيون وطالبوا مقدم البرنامج بالتحدث معهم.

في مقطع فيديو أطول، شوهد المقدم يجري حواراً مع مقاتل من طالبان متنقلاً بين اللغتين الرسميتين في أفغانستان، الداري والبشتو.

انفتاح طالبان على وسائل الإعلام

كانت حركة طالبان قد حظرت في السابق التليفزيون وفرضت رقابة على التقارير الإخبارية عندما كانت في السلطة من عام 1996 إلى عام 2001. 

لكنها صارت أكثر دراية بوسائل الإعلام منذ ذلك الحين، وتستخدم الشبكات الاجتماعية، ووعدت بالسماح بالصحافة الحرة. ومع ذلك، فقد داهم مقاتلو طالبان منازل الصحفيين وأقاربهم، وقتلوا أحد أفراد عائلة مراسل يعمل في محطة Deutsche Welle الألمانية العامة. 

وصف الصحفيون الأفغان، ولا سيما النساء، بأنهم يعيشون في خوف ويشعر الكثيرون بأنهم مضطرون لمغادرة البلاد.

عبد الغني بردار رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان/ رويترز
عبد الغني بردار رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان/ رويترز

تعليقاً على المقطع المنشور على موقع تويتر، قالت الصحفية والناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، والمقيمة في نيويورك، إنَّ طالبان "مرادفة للخوف في أذهان الملايين. وهذا مجرد دليل آخر".

أضافت: "أدعو الرئيس بايدن لمشاهدة هذا وإعلامنا إذا كان هؤلاء المسلحون الذين يقفون وراء هذا المذيع التلفزيوني الذي يظهر عليه الارتباك يحملون أسلحة أمريكية".

كانت يلدا حكيم (38 عاماً) قد أجرت سابقاً مقابلة مرتجلة مع المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، الذي اتصل على هاتفها وهي على الهواء مباشرةً. وسمحت له في البداية بقراءة بيان ثم طرحت عليه عدداً كبيراً من الأسئلة.

جدير بالذكر أنَّ بهشتا أرغاند، الصحفية الأفغانية التي تصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم عندما أصبحت أول امرأة أفغانية تجري مقابلة مع زعيم طالبان هذا الشهر، قد هربت هي الأخرى من البلاد. وقالت المذيعة، في شبكة TOLO الإخبارية الأفغانية: "لقد غادرت لأنني مثل الملايين من الناس أخشى طالبان".

تحميل المزيد