قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير نشرته يوم السبت 28 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن بعض السكان المتواجدين في مناطق زراعة الخشخاش الرئيسية، إن قادة طالبان، الذين يسعون لنيل اعتراف دولي بعد استيلائهم على السلطة في أفغانستان، أمروا المزارعين بالتوقف عن زراعة الخشخاش. وقد تسبب هذا في ارتفاع أسعار الأفيون الخام في أنحاء البلاد.
ففي الآونة الأخيرة، بدأ ممثلون عن طالبان يبلغون سكان القرى في مقاطعة قندهار الجنوبية، إحدى المناطق الرئيسية المنتجة للأفيون في البلاد، أن زراعة الخشخاش- الذي هو جزء مهم من الاقتصاد المحلي- ستصبح محظورة.
تصريحات طالبان
يأتي ذلك بعد تصريح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي، يوم 18 أغسطس/آب 2021، في كابول بأن حكام البلاد الجدد لن يسمحوا بالتجارة في هذا المخدر. على أن مجاهد لم يقدم حينها تفاصيل عن الطريقة التي تنوي بها الحركة فرض هذا الحظر.
في حين قال مزارعون محليون في أقاليم قندهار وأوروزغان وهلمند إن أسعار الأفيون الخام تضاعفت ثلاث مرات، من حوالي 70 دولاراً إلى حوالي 200 دولار للكيلوغرام، بسبب الضبابية المحيطة بأي إنتاج لهذا المخدر في المستقبل. وقال بعض السكان إن سعر الأفيون تضاعف في مدينة مزار شريف بشمال البلاد. ويُشار إلى أن الأفيون الخام يُعالج لتحويله إلى هيروين.
صناعة المخدر
لطالما كانت طالبان من أكبر المستفيدين من صناعة هذا المخدر، حيث استغلت الضرائب المفروضة على التجارة فيه لتمويل عملياتها التي بدأت منذ 20 عاماً، وفقاً لما تقوله الحكومات الغربية. هذا وتمثل أفغانستان حوالي 80% من صادرات العالم من المواد الأفيونية غير المشروعة، ويبدأ موسم زراعة الخشخاش في غضون شهر تقريباً.
في المقابل فشلت محاولات الولايات المتحدة التي استمرت عقدين لكبح تجارة المخدرات في أفغانستان، ويرجع ذلك جزئياً إلى التكلفة السياسية الهائلة لاستعداء المزارعين الأفغان الذين يعتمدون على محاصيل الخشخاش في كسب عيشهم.
كذلك فمحاولات طالبان لفعل الشيء نفسه قد تقوض الدعم الشعبي للجماعة، وتحرم إدارتها الجديدة من مصدر مهم للإيرادات، في وقت انقطعت فيه أفغانستان عن النظام المالي العالمي والمساعدات الخارجية.
اجتماعات مع المزارعين
من ناحية أخرى، قال مزارع أفيون في قندهار، حضر اجتماعاً بين القرويين وطالبان، في مقابلة عبر الهاتف، إن المزارعين ليسوا راضين، ولكن لن يكون أمامهم خيار سوى الانصياع إذا فرضت طالبان الحظر.
كذلك قال: "لا يمكننا معارضة قرار طالبان، فهم الحكومة". وقال المزارع إن طالبان طلبت من الناس زراعة محاصيل أخرى مثل الزعفران. وقال: "قالوا لنا إنهم حين يحظرون الخشخاش فسيحرصون على توفير محصول بديل".
من جانبه قال مزارع خشخاش في منطقة تشورا في أوروزغان في مقابلة عبر الهاتف: "إذا حظرت طالبان زراعة الخشخاش فسيموت الناس جوعاً، خاصة حين تتوقف المساعدات الدولية. ما زلنا نتعشم أن يسمحوا لنا بزراعة الخشخاش، فلا شيء يعوض الدخل الذي نحصل عليه من زراعة الخشخاش".
يُذكر أنه حين كانت طالبان في السلطة قبل الغزو الأمريكي عام 2001 حظرت إنتاج الأفيون في البداية أيضاً، لكنها اكتفت بعد ذلك بمعاقبة استهلاكه، وليس زراعته والتجارة فيه. على أنها فرضت إجراءات صارمة على زراعة الأفيون عام 2000، حين كانت تسعى لنيل اعتراف دولي بنظامها.