توجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قاعدة دوفر الجوية، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، لتكريم جنود أمريكيين قتلوا في هجوم انتحاري خلال عمليات إجلاء للمدنيين من مطار العاصمة الأفغانية كابول الأيام الماضية.
إذ تسبب الهجوم الانتحاري الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية خارج مطار كابول، الخميس 26 أغسطس/آب، في مقتل عشرات الأفغان و13 جندياً أمريكياً.
من المتوقع أن يكون بايدن في استقبال جثامين القتلى من الجنود الأمريكيين العائدة جواً للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً حضور أسرهم وذويهم.
هجوم ضد القوات الأمريكية
كذلك فإن هجوم الخميس الذي أعلنت جماعة (تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان) مسؤوليتها عنه هو الأكثر دموية للجيش الأمريكي في أفغانستان منذ عقد.
حيث وقع الهجوم خارج بوابتين للمطار، حيث كان الآلاف محتشدين في محاولة للعثور على أي مكان على متن طائرة مغادرة، في إطار محاولات للفرار منذ استولت حركة طالبان على السلطة، في 15 أغسطس/آب.
في المقابل شكّل استيلاء طالبان السريع على السلطة أثناء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الدول المتحالفة معها، والمشاهد الفوضوية في المطار، أكبر تحدٍّ يواجه بايدن في السياسة الخارجية حتى الآن.
من ناحية أخرى، تعهد بايدن بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم. وقال الجيش الأمريكي، السبت 28 أغسطس/آب، إنه قتل مسلحين اثنين من التنظيم المسؤول عن الهجوم، في هجوم بطائرة مسيرة في أفغانستان.
بدء الإخلاء
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسؤول أمني غربي، الأحد، إن القوات الأمريكية بدأت آخر مراحل عملية الإجلاء من كابول، التي تنهي تدخل واشنطن في أفغانستان لمدة عشرين عاماً، مضيفاً أن ما يزيد قليلاً على ألف مدني موجودون بالمطار، في انتظار نقلهم قبل انسحاب القوات.
حيث ذكر مسؤول في حركة طالبان أن الحركة مستعدة لتولي السيطرة على المطار. وبسط مقاتلو الحركة الإسلامية المتشددة سيطرتهم على أفغانستان وألحقوا الهزيمة بالحكومة المدعومة من الغرب.
كذلك فقد قال المسؤول الأمني الغربي لرويترز، طالباً عدم ذكر اسمه، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بخصوص تاريخ وموعد انتهاء عملية الإجلاء.
فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أنه سيلتزم بالمهلة التي حددها لانسحاب كل القوات الأمريكية من أفغانستان، بحلول 31 أغسطس/آب، أي بعد 20 عاماً على الغزو الأمريكي لكابول وإطاحة واشنطن بحكومة طالبان، رداً على إيوائها لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
كما قال المسؤول الغربي "نريد التأكد من إجلاء كل أجنبي مدني، وكل من هم عرضة للخطر اليوم، ستبدأ القوات في الخروج بمجرد انتهاء هذه العملية".
بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة، قالت طالبان إنها ستسمح برحيل الأجانب والأفغان الراغبين في الخروج. ونقلت الولايات المتحدة وحلفاؤها حوالي 113500 شخص إلى خارج أفغانستان خلال الأسبوعين المنصرمين، لكن عشرات الآلاف من الراغبين في ترك البلاد لن يتسنى لهم ذلك.
انسحاب بعض القوات
من جانبه قال مسؤول أمريكي لرويترز، السبت 28 أغسطس/آب، إنه لا يزال هناك أقل من أربعة آلاف جندي عند المطار، انخفاضاً من 5800 جندي، عندما بلغت عملية الإجلاء ذروتها. وقال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) للصحفيين، إن بعض القوات انسحبت، لكنه امتنع عن ذكر عدد من تبقوا.
في حين قال مسؤول طالبان لرويترز إن الحركة أعدت فريقاً يضم خبراء فنيين ومهندسين لتولي مسؤولية المطار. وأضاف طالباً عدم نشر اسمه "نحن في انتظار الإشارة الأخيرة من الأمريكيين لنتولى بعدها السيطرة الكاملة على مطار كابول، إذ إن الجانبين يستهدفان تسليماً سريعاً".