قال مستشار الأمن القومي الباكستاني، مؤيد يوسف، إن الغرب أمام خيارين أمام تطورات الأوضاع في أفغانستان؛ فإما أن يضع يده في يد حركة طالبان ويعترف بنظامها فوراً أو المجازفة بتكرار الأخطاء نفسها التي أدت إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، السبت 28 أغسطس/آب 2021.
جاء ذلك في مقابلة أجراها المسؤول الباكستاني الرفيع مع كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة The Sunday Times، كريستينا لامب من إسلام آباد، بعنوان: "قيل للغرب: اعملوا مع طالبان أو استعيدوا رعب التسعينيات".
حيث أضاف يوسف: "تذكروا كلماتي. إذا تكررت أخطاء التسعينيات ثانية وأدرنا ظهورنا لأفغانستان، ستكون النتيجة واحدة تماماً متمثلة في فراغ أمني تملؤه عناصر غير مرغوب فيها تهدد الجميع بما فيهم باكستان والغرب"، لافتاً إلى أنهم أخبروا الغرب مراراً وتكراراً بأن "هذه حرب الفوز فيها مستحيل. لو كانوا قد أصغوا لباكستان لما وضعوا أنفسهم في هذا الموقف".
تأكيداً على موقفه لفت إلى أن "السبيل الوحيد هو وضع اليد في اليد، اليوم وليس بعد أسبوعين أو ثلاثة. وما الهدف؟ ضمان عدم انحراف طالبان والحافز لذلك هو الشرعية والمساعدة التي لا يمكن أن يوفرها سوى الغرب. يجب أن تكون هناك خطة دولية لكنني لا أرى شيئاً".
اللاجئون الأفغان
تابع يوسف: "الأفغان هم إخواننا وأخواتنا، لقد كنا نتعامل معهم بكرم ونريد أن نظل كرماء. لكننا نشعر بأنه تم التخلي عنا لنتعامل مع فوضى في الجوار ليست من صنعنا. إنه المجتمع الدولي الذي كان متواجداً طوال العشرين عاماً الماضية، إنها مسؤوليتهم"، مشيراً إلى أن مجموعة الدول الصناعية السبع عندما تقول دعونا نحاول استيعاب مشكلة اللاجئين في المنطقة، فإنهم يقصدون في الأساس أن باكستان هي "مكب النفايات".
كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد قالت، الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، إن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني يمكن أن يفروا من بلادهم بحلول نهاية العام الجاري، مناشدةً جيران أفغانستان إبقاء الحدود مفتوحة أمام طالبي السلامة.
في هذا الإطار، أوضحت كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن عمليات التسجيل تُبين تدفق بضعة آلاف من الأفغان على إيران يومياً مع استفحال الأزمة بأفغانستان، في حين تواصل أعداد من التجار التنقل بين أفغانستان وباكستان.
كما لفتت المسؤولة الأممية إلى أن خطط الطوارئ للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقدر عدد اللاجئين المتوقع من أفغانستان خلال الأشهر الأربعة المقبلة، بنصف مليون يفرون إلى إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى.
إشارة خاطئة
كما اعتبر مستشار الأمن القومي الباكستاني أن الغرب كان يرسل إشارة خاطئة بإجلاء فقط من عملوا مع القوات أو المنظمات الغربية. وقال: "لم يتساءل الأفغان ما إذا كانوا سيتم التخلي عنهم مرة أخرى، السبب ببساطة أنه ليس من الواضح إذا ما كانت المحادثات تتعلق فقط بإجلاء المحظوظين ليرتبطوا بالمشروع الغربي أم أن الغرب يهتم بالأفغاني العادي؟".
بحسب صحيفة The Times البريطانية، يتصدر يوسف حملة علاقات عامة تقوم بها حكومة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ليعترف العالم بطالبان وليبدأ بالعمل معهم، حيث إنهم يحذرون من أنه بخلاف ذلك سيواجهون أزمة إنسانية ضخمة ستدفع نظام طالبان الجديد نحو سلوك أكثر انحرافاً وتفتح الباب أمام إرهابيين من الأجانب.
جدير بالذكر أن باكستان لا تزال موطناً لثلاثة ملايين لاجئ أفغاني منذ الثمانينيات، لأولئك الفارين من الاحتلال السوفييتي.
خلال الأسابيع الأخيرة تمكَّنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول، وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات.