تحوّل عراك بالأيدي بين مواطنين لبنانيين وأصحاب محطة وقود في لبنان، السبت 28 أغسطس/آب 2021، إلى مواجهة بالسكاكين والأسلحة النارية، أصيب خلالها 5 أشخاص، فيما ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المحطة، ومنع الجميع من الاقتراب منها.
بحسب وسائل إعلام لبنانية، فقد أصيب خمسة أشخاص في إطلاق نار أمام محطة بنزين في بلدة العباسية جنوبي لبنان، حين بدأ الأمر بعراك بالأيدي والسكاكين، وتطور لاحقاً إلى إطلاق للنار بين عدد من الشبان وأصحاب محطة وقود.
على خلفية الحادث، قطع أهالي المنطقة الطريق العام بمكعبات الإسمنت والحجارة وبالسيارات، احتجاجاً على جرح خمسة من أبنائهم.
من جانبها، تدخلت قوى الأمن وأقفلت المحطة بالشمع الأحمر بأمر من النيابة العامة، فيما ضرب الجيش طوقاً أمنياً حول المحطة، ومَنع الاقتراب منها.
كما طالب رئيس البلدية علي عز الدين القوى الأمنية بـ"توقيف الفاعلين وتقديمهم للعدالة"، قائلاً: "نحن ندين ونستنكر الأعمال التي قام بها أصحاب المحطة تجاه الأهالي والاعتداء عليهم بالرصاص الحي وتكسير سياراتهم، لذلك نطالب بتوقيف الفاعلين".
أزمة الوقود
ويعاني لبنان من أزمةٍ اقتصادية خانقة، وفقدت عملته المحلية حوالي 90% من قيمتها، ويعيش ما يُقدَّر بنحو 78% من السكَّان في فقر.
وعاش لبنان بدون حكومةٍ كاملة منذ ما يقرب من 13 شهراً، ويواجه بعض التوتُّرات الأسخن بين كتل الأحزاب السياسية الطائفية.
ومع نفاد احتياطيات لبنان، رفع مصرفه المركزي فجأة برنامج دعم الوقود المُكلِّف وغير الفعَّال، مع عدم وجود برنامج حماية اجتماعية لتخفيف الأعباء.
وتفاقم نقص الوقود إلى درجة أن المستشفيات والمخابز تكافح من أجل البقاء في العمل، في حين أن معظم المنازل لا تحصل إلا على بضع ساعاتٍ من الكهرباء كلَّ يوم، ويتعيَّن على السائقين الوقوف في طوابير لساعاتٍ في كلِّ مرةٍ لتعبئة سياراتهم.
مطلع الشهر الجاري، قتل 3 أشخاص بأعيرة نارية، جراء شجارين وقعا شمالي لبنان، خلال إشكال وقع على خلفية بيع مادة البنزين وشرائها. وأضافت الوكالة أن الجيش اللبناني تدخّل على إثر ذلك، وانتشرت عناصره في المنطقة لمنع تصاعد المواجهة.
كما خلّف انفجار صهريج الوقود في عكار شمال لبنان قبل أسبوعين أكثر من 20 قتيلاً وعشرات الإصابات، بين الأهالي الذين وصلوا المكان لتزويدهم بالوقود، مفجراً حالة استياء شعبية.