كشفت مصادر باكستانية أن التفجير الذي وقع في محيط مطار كابول الخميس، وأودى بحياة أكثر من 100 شخص قد دفع الأفغان للهرب نحو باكستان بأعداد "غير مسبوقة" إلى باكستان، تهريباً أو عبر المعبر الحدودي الرسمي.
بالرغم من تصريح باكستان بأنها لن تقبل أي لاجئين أفغان، فقد ظل معبر شامان الحدودي البري بين باكستان وأفغانستان مفتوحاً، وعبره مئات الآلاف من الأفغان مؤخراً.
صحيفة The Guardian البريطانية نقلت الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، عن مسؤولين محليين في باكستان تأكيدهم على التدفق غير المسبوق للأفغانيين على الحدود الباكستانية خلال اليومين الماضيين.
مسؤول صحي باكستاني، طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، قال: "ارتفعت أعداد الأفغان واللاجئين الذين دخلوا باكستان من مختلف ولايات أفغانستان في اليومين الماضيين ارتفاعاً غير مسبوق. وأعداد العابرين عبر معبر شامان الجمعة تفوق أعداد الخميس".
مصدر آخر من المعبر أكد أن الأعداد على الحدود وصلت إلى ما يقرب الضعف، مشيراً إلى أن الأعداد وصلت إلى 20 ألف شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد المعتاد البالغ 6000 شخص.
بحسب الصحيفة، فإن باكستان تؤوي بالفعل الجزء الأكبر من الـ2.2 مليون أفغاني المسجلين في الخارج، ولا يُسمح سوى للأشخاص الذين يسافرون إلى باكستان لتلقي العلاج أو لديهم إثبات على إقامتهم في البلاد بالعبور، لكن المهربين يساعدون بعض العائلات على عبور الحدود.
إنكار رسمي
ورغم إشارة مسؤول الصحة الباكستاني إلى أن الكثيرين ممن يعبرون المعبر هم لاجئون، نفت الحكومة رسمياً حدوث نزوح جماعي للأفغان الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني عبر المعبر الحدودي.
يقول لياقت شهواني، المتحدث باسم حكومة ولاية بلوشستان الباكستانية: "نحن لا نسمح للاجئين الأفغان بدخول وعبور حدودنا. ربما توجد حالات فردية قليلة وليست أعداداً كبيرة".
كما قال شهواني إن من عبروا الحدود يقيمون في مخيمات اللاجئين التي يجري بناؤها في المناطق الحدودية، ودعا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبعض الهيئات الدولية الأخرى إلى المساعدة في بنائها وإدارتها.
يُشار إلى أن إقليم بلوشستان، الذي يضم بلدة شامان الحدودية، هو بالفعل إحدى أكثر المناطق المضطربة التي تمزقها الحروب في باكستان، ويتعرض لهجمات متكررة تنفذها الجماعات المتمردة البلوشية والمسلحون الذين من بينهم تنظيم داعش.
جدير بالذكر أن مهاجماً انتحارياً واحداً على الأقل من تنظيم "داعش" قتل أكثر من 170 شخصاً وأصاب 200 آخرين، أمام بوابات مطار كابول يوم الخميس 26 أغسطس/آب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لإجلاء المدنيين قبل أيام من انقضاء المهلة الرسمية للانسحاب من أفغانستان، المقررة في 31 أغسطس/آب الجاري.