أدانت حركة طالبان، السبت 28 أغسطس/آب 2021، الغارة التي شنتها أمريكا بطائرة مسيَّرة على متشددين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية، في أعقاب الهجوم الانتحاري على مطار كابول يوم الخميس، ووصف المتحدث باسم الحركة، العملية بأنها "هجوم صارخ على أرض أفغانية".
حيث قال المتحدث ذبيح الله مجاهد، إن طالبان تتوقع تولي السيطرة الكاملة على مطار كابول "قريباً جداً" فور رحيل القوات الأمريكية، وأضاف: "من المبكر أن نقرر إن كنا بحاجة لمساعدة من تركيا أو قطر في إدارة مطار كابول".
حكومة كاملة
ذبيح الله مجاهد أضاف أن الحركة سوف تعلن حكومة كاملة في غضون أيام، وتابع أن من الصعب توقع وجود نساء في الحكومة، مشيراً إلى أن القرار النهائي في هذا الشأن سيتخذه كبار القادة.
فيما قال المتحدث ذاته إنه تم تعيين مسؤولين بالفعل لإدارة مؤسسات رئيسية، من ضمنها وزارتا الصحة العامة والتعليم، والبنك المركزي. ومضى يقول إنه يتوقع حل المشكلات الاقتصادية الخطيرة التي أدت إلى تضرر العملة الأفغانية، قريباً.
كما أشار إلى أن الحركة تناشد الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية الأخرى الإبقاء على علاقات دبلوماسية مع أفغانستان.
قصف "داعش"
كانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أعلنت، السبت، مقتل "هدفين مُهمين" في تنظيم "داعش"، وإصابة ثالث في ضربة نفذتها الولايات المتحدة بطائرة مسيّرة، شرق أفغانستان.
حيث أكد المتحدث باسم "البنتاغون"، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، أن "عنصرين بارزين في تنظيم داعش- على صلة بالهجوم الأخير على مطار كابول- قد قُتلا، وأصيب آخر في ضربة أمريكية نُفذت صباح السبت"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
أوضح أن "أهمية الهدفين (دون ذكر اسميهما) تكمن في أنهما من مخططي ومُيسِّري عمليات التنظيم بأفغانستان".
كذلك وفي وقت سابق من السبت، أعلن الجيش الأمريكي تنفيذ عملية عسكريةٍ شرق أفغانستان استهدفت مسؤول ملف التخطيط في تنظيم "داعش" الإرهابي.
حيث بيَّن بيل أوربان، المتحدث باسم القوات المركزية الأمريكية، في بيان، أن "العملية العسكرية تمت بطائرة مسيَّرة، استهدفت عضو تنظيم داعش بولاية ننغرهار شرق أفغانستان، وأسفرت عن مقتله، وفقاً للمؤشرات الأولية". وتابع: "نعلم أنه لم تسقط أي ضحايا في صفوف المدنيين".
عملية عسكرية
في المقابل تعدُّ العملية العسكرية الأمريكية هي الأولى منذ منتصف أغسطس/آب 2021، تاريخ وصول حركة طالبان إلى الحكم وسيطرتها على العاصمة كابول.
في حين جاءت الضربة "الانتقامية" رداً على استهداف تنظيم "داعش خراسان" فرع أفغانستان، الخميس، مطار "حامد كرزاي" الدولي في كابول عن طريق هجوم انتحاري أسفر عن سقوط عشرات القتلى، بينهم 13 جندياً أمريكياً.
عقب الهجوم، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن تلاحق واشنطن الجناة، وقال إنه طلب من وزارة الدفاع إعداد خطط لضرب من يقفون وراء تنفيذ الهجوم.
يُذكر أنه في خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، وفي 15 أغسطس/آب، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد إلى الإمارات.